اقتلوا أنفسكم..
بقلم عمر إبراهيم بلة.
عشق البلد
عودا حميدا مستطاب
موعودون سادتي القراء بسلسلة مستنيرة من صفحة الأستاذ الكبير علي خيال بعد سماحه لنا بنشر فكره النير على جريدتنا عشق البلد على مساحتنا.. اقتلوا أنفسكم..
#دين_المشايخ_ليس_ديني……
(يا قومُ إنّي كافرُ) * سأقولُها وأُفاخِرُ
ولَسوفَ أصدعُ في الوَرى * بعقيدتي وأًجاهِرُ
(إني ارْتَدَتُ) أقولُها * عَلَناً ولستُ أُحاذِرُ
ولتشهدِ الدنيا ويَكفي الغائبينَ الحاضِرُ
أني كفرتُ بربِّكم * ذاكَ الذي هُوَ جائِرُ
وكفرتُ بالحقِّ الذي * لَهُ باطِنٌ لا ظاهِرُ
وكفرتُ بالدينِ الذي * بِدَمِ الشُعوبِ يُتاجِرُ
وبِـشَرعِكُم هذا الذي * يَرعَى الخَنا ويُعاشِرُ
وبِـفقهِكُم حَيثُ الهَوى النَّـاهي بِه والآمِرُ
وبِكلِّ أمرٍ فِيهِ فُحشٌ وارِدٌ أو صادِرُ
وبأيِّ حُكمٍ يُخالِفُ فِطرَتي ويُنافِرُ
*******
إنّي كفرتُ بِمَذهَبٍ * يَنهَى النُهَى ويُحاصِرُ
والرأيُ فِيه جَريمةٌ * والفِكرُ كُفرٌ سَافِرُ
وكفرتُ بِـالفِرَقِ التي * في دينِها تَـتـناحَرُ
وبعُصبةٍ فيها التعَصُّبُ والتطرُّفُ ناخِرُ
وبكلِّ طائفةٍ تَخَطَّفَها الصِراعُ الدائِرُ
وبأيِّ حِزبٍ بِسمِ دينِ اللَّهِ قامَ يُقامِرُ
وبِه يُراوِغُ في السِـياسَةِ خَصمَه ويُناوِرُ
أو يَطلُبُ الكُرسيَّ وهوَ مُجاهِدٌ أو ثائِرُ
*******
إني كفرتُ بكلِّ ما * هُوَ كاسِرٌ لا جابِرُ
وبكلِّ جَمعِـيَةٍ تُفكُّ بِها عُرَىً وأوَاصِرُ
أو جُمعَةٍ فِيها تُنادِي للشِّقَـاقِ مَنابِرُ
وبِـجامِعٍ هُوَ للتَفرُّقِ والتَمزُّقِ نَاشِرُ
أو مَسجِدٍ هُوَ بالضِّرارِ وبالضَّـلالَةِ عَامِرُ
*******
إنّي كفرتُ بكلِّ مَن * هُوَ خادِعٌ أو ماكِرُ
وبكلِّ مَن هُوَ كائِدٌ * أو غائِلٌ أو غادِرُ
أو ناقِضٌ للعَهدِ أو * مُتَحايِلٌ مُتَـآمِرُ
وبكلِّ مَن يَدعو إلى بِـرٍّ وفِعلُه فاجِرُ
*******
إنّي كفرتُ بكلِّ شَيخٍ للصِدامِ يُبادِرُ
وبِكلِّ داعِيةٍ يُخاصِمُ غَيرَه ويُشاجِرُ
ومُحاضِرٍ يَستحضِرُ الأحقادَ حِينَ يُحاضِرُ
وبعالِمٍ مُستكبِرٍ * يَهجُو الوَرى ويُعايِرُ
بِئسَ العمائمُ واللِّحى * إن لم تُزكَّ سَرائِرُ
فَدعَِ القُشورَ لأهلِها * لا تَخدَعَنكَ مَظاهِر
الديُّن ديُّنَ دُرَّةٌ * مَكنونَةٌ وجَواهِرُ
مَن قالَ إنَّ الدينَ مَسبَحةٌ وثَوبٌ قاصِرُ؟!
أو لِحيةٌ شَعثَى ومِسواكٌ وعِطرٌ خاثِرُ
وعِمامَةٌ مهما ارتَداها سادَةٌ وأكابِرُ؟!!
أو ما حَوَتهُ مِنَ الطُقوسِ مَناسِكٌ وشَعائِرُ؟!!
كلَّا .. فإنَّ الدينَ عِندَ اللَّهِ شَيءٌ آخَرُ
دينُ المَشايخِ ظلمةٌ * والحقُّ نُورٌ باهِرُ
دينُ المشايخِ ليس ديني .. دينُهم هُوَ بائِرُ
دينُ المشايخِ زاحِفٌ * لكنّ ديني طائِرُ
دينُ المشايخِ عاقِرٌ * لكنَّ ديني الباقِرُ
دينُ المشايخ خاسرٌ * لكن ديني ظافرُ
دين المشايخِ صاغِرٌ * لكنَّ ديني القاهِرُ
دينُ المشايخِ زاهِقٌ * لكنَّ ديني زاهِرُ
دينُ المشايخِ باطِلٌ * والحقُّ ديني الظاهِرُ
*******
فالدينُ عِندي رَحمةٌ تَغشى وحُبٌّ غامِرُ
الدينُ أخلاقٌ كَريماتٌ وقَلبٌ طاهِرُ
الدين إحساسٌ بِـروحي طيّبٌ ومَشاعِرُ
الدينُ صدرٌ عامِرٌ بالصبرِ .. عَفوٌ غافِرُ
الدينُ رِفقٌ واحتِرَامٌ وابتِسَـامٌ آسِرُ
الدينُ إحسانٌ إلى * كُلِّ الخَلائقِ وافِرُ
الدينُ تَجديدٌ وإبداعٌ وفَنٌ ساحِرُ
الدينُ عَقلٌ يَستدِلُّ بِمنطِقٍِ ويُحاوِرُ
الدينُ بَحرٌ بالشَمائلِ والفَضائلِ زاخِرُ
هُوَ كلُّ مَعروفٍ وخَيرٍ يَرتَضيه الخاطِرُ
هُوَ كلُّ مَعنىً للصَلاحِ استَحسَنتهُ ضَمائِرُ
*******
هَذا هُوَ الإسلامُ ديني أوّلاً .. والآخِرُ
يا شيخُ فاشهَد أنَّني حقاً بِدينِك كافِرُ
واسمَع فإنّي سامِعٌ * وانظُر فإنّي ناظِرُ
ولَسوفَ يَحكمُ بيننا الحَكَمُ القَويُّ القاهِرُ
وغداً ستذكُرُني إذاًً * وتَقولُ: قال الشاعِرُ.