Take a fresh look at your lifestyle.

فايروس جهولونا. أسامة نجم الدين

  • فايروس جهولونا
    في الوقت الذي إستنفرت فيه كل الدنيا طاقاتها وكوامنها وبذلت اقصي ما لديها من إمكانيات لمواجهة خطر فايروس كورونا الذي هزم أعتي الدول ذات الاقتصاديات المتقدمة والأنظمة الصحية العالية والتكنولوجيا المتطورتة. في الوقت الذي صرخت فيه روما من شراسة الأزمة ولطمت فيه باريس خدها الزاهي من هول الأمر وفداحة الطامة ليرد عليها أنين مدريد وعويل برلين بأننا لسنا بأحسن منكم حالا.
    واشنطت تعاني ،لندن تشتغيث طهران تنتحب ، القاهرة تصرخ وتولول ، دبي تنادي وتناجي والرياض تتضرع وتبتهل. العالم بأسره يترنح ويتهاوي ويتساقط أمام سطوة كوفيد 19 وجبروته .
    في هذا الظرف الحرج الذي لا يعلم احد من العالمين متي منتهاه، ينتشر في بلادي فايروس آخر أكثر ضراوة وأشد وفتكا وأوسع انتشارا.
    فايروس مزمن يعيش بيننا ويكبر ونحن نتولاه بالرعاية والعناية. فايروس حصري يخصنا وحدنا دون سوانا من شعوب الأرض . انه فايروس واحد لكنه يتشكل ويتمحور ويتلون بعدة أشكال وألوان.
    آنه فايروس الجهل ومن أكثر أعراضه العشوائية والسبهللية واللامبالاة وسوء التقدير وعدم التحسب للنتائج وعواقب الأمور. في الوقت الذي تعلن فيه أعرق وأضخم مراكز البحوث والدراسات في العالم أن لا لقاح ولا علاج لكوفيد 19 حتي هذه اللحظة، نتفاجأ كل يوم في بلاد العجائب والغرائب ياكتشافات عظيمة ولقاحات شعبية وبلدية يزعم أصحابها يأنها ناجعة ومجربة!
    أصحاب البكاسي والعشابين يحتلون تقاطعات الطرقات وينادون عبر مكبرات الصوت
    ” علينا جاي ، ما تمشي ساي، الدواء الأكيد لعلاج كوفيد ، فعال ومفيد وللمناعة يزيد جودته عالية وسعره زهيد ” !! الغريب في الأمر أن الناس تتجمهر حولهم وتشتري منهم ضاربين عرض الحائط بمنشورات وزارة الصحة ونداءاتها.
    تسجيلات صوتية ومقاطع فيديو منتشرة بكثرة يزعم أصحابها ومروجوها أن ما جاء فيها هو اللقاح الوقائي والدواء الفعال. أحدهم يقسم أن مضغ صفق الهجليج والاستحمام به يقتل الفايروس مسافة أريعين متر. تاجر شطة يقدم بيانا بالعمل بإدخال رأسه في جوال الشطة ثم يزعم قولا أن القيانيت للفايروس قاتل ومميت. وآخر هذه الخزعبلات أن وليدا وبدل من أن يطلق صرخة الحياة لحظة ميلاده ، أطلق نداء للبشرية وبشري للعالمين أن الشاي الساموطي من غير سكر هو المنقذ والمخلص من هذا الوباء.
    جهلنا وعشوائيتنا وعدم إكثراثنا أخطر علينا من الفيروس نفسه. رجال الدين وأئمة المساجد وبدلا من حمل راية التوعية والتنوير طفقوا يجهلون الناس وينشرون الخرافات زاعمين وجازمين بعدم وجود الداء من أصله.
    اللقاح الوحيد المؤكد والمجرب الآن هو الوعي والتقيد بارشادات وتوجيهات وزارة الصحة والناشطين الحريصين علي صحة المواطن وعافيته.
    كل ما ذكرت كوم وإمام المسجد الذي تلفظ ومن علي المنبر في حق وزير الصحة بما تلفظ به بطل فلم تموت في العشرين كوم آخر.
    * جهلك بكمل أهلك
    * بالله ألزم بيتك عشان ما تطلع زيتنا وزيتك
    * أرجوك إنجعص في الدار عشان ما ينقرضوا بسببك كتار عنه
    * عشان ما يهلكوا الناس بسببك بالكوم، !please stay home
شاركها على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.