Take a fresh look at your lifestyle.

وفاق في عينك يا عاطل ‏.. تأمُلات ‏كمال- الهدى

وفاق في عينك يا عاطل ‏

 تأمُلات ‏كمال- الهدى

رصد صلاح بترى عبد الدائم

واضح أن بعض خونة دماء الشهداء يحاولون إستغلال ظروف الوباء المنتشر هذه الأيام في إرسال رسائل ظني أن المقصود منها مبدئياً جس نبض الشارع. .

الحديث عن أي تشكيل حكومي يضم عدداً من الوجوه الكالحة التي قهرت العباد ونهبت البلاد على مدي ثلاثين عاماً

تخاذل ووضاعة وهوان واحتقار

لدماء الشهداء. .

لا أقول ذلك رغبة في نشر الكراهية أو بعدم إدراك لحجم مشاكل البلد. . لكنك لا يمكن أن تتحدث عن وفاق قبل أن تحقق العدالة. .

ومعلوم للجميع أن من نهبوا لم يعيدوا الأموال والأراضي والثروات المنهوبة. . ومن

ضربوا وعذبوا وقتلوا

لم يُحاسبوا على جرائمهم البشعة. . ومن قسموا البلاد وشرذموا أهلها

لم يساءلوا، فعن أي وفاق يتكلم بعض الظلاميين! .

هذه حيل لا يلجأ لها إلا العطالى عديمي الوطنية والمواهب والحس الإنساني. .

هذا تآمر بين من بعض النفعيين الذين لم يسعوا لتفكيك دولة الكيزان نظراً لإرتباط مصالحهم معهم وإستفادتهم من سنوات حكمهم العجاف. .

وهم يسعون لجس النبض بذات الأسلوب الذي اتبعه الكيزان خلال سنوات حكمهم الأولى. . فقد كان(المقاطيع

 وقتذاك)

يكثرون من إذلال الطلاب عند مداخل الجامعات، ويوقفون الناس في الطرقات للسؤال عن بطاقات هوياتهم،

ولم تكن تصرفاتهم تلك اعتباطية. . فقد أرادوا أن يعرفوا من خلالها إلى أي مدى يمكن أن يقبل السودانيون بالمهانة والذل. . وعندما سكت الناس

استمروا في ظلمهم وإهانتهم للسودانيين حتى إنتهينا إلى ما أشعل ثورتنا العظيمة التي تأخرت كثيراً. . ورأيي أن محاولات جس النبض الحالية بدأت باكراً، لكن الناس أصروا على طمأنة أنفسهم. . فمثلاً عندما بدأنا في الأسابيع الأولى من تشكيل الحكومة في انتقاد وزير الإعلام على تقاعسه، ظن البعض أنها قسوة على رجل ثوري ناسين أننا كنا إبان الثورة ندافع عن فيصل كلما نشر البعض مقالاً )سخيفاً( وذيلوه بإسمه زوراً وبهتاناً. . لكن المؤسف أن عدم جدية فيصل في حسم أصدقاءه الكثر من إعلاميي الكيزان وبعض الأرزقية الذين تكسبوا منهم بدت لنا واضحة وجلية. . ولعلمنا بخطورة سلاح الإعلام وما يمكن أن يفعله بالثورة والثوار لم نقبل بأي تباطؤ في الحسم. . فالطبيعي والمفهوم أن يكون لأي حكومة ثورة منابرها الإعلامية الجادة والصارمة منذ أول ثمانٍ وأربعين ساعة. . إلا ثورتنا فقد ظلت تعتمد على المبادرات الفردية طوال أشهر عديدة وليس أيام أوأسابيع. . والمؤسف أنه حتى يومنا هذا لا تزال أصوات أبواق نظام المخلوع هي الأعلى. . فما الذي يمنعنا من الوصول لمرحلة أن يبشر البعض بحكومة وفاق تضم بعض أحقر رموز نظام المخلوع بالله عليكم!! . سمعوكم ترددون كثيراً أن الثورة محروسة، لكنهم لم يروا عملاً ملموساً على أرض الواقع، فما الذي تتوقعونه غير الطمع في أن يعودوا من النوافذ!! . لا خرج الشعب قبل أزمة الكورونا للمطالبة بإقالة الوزراء المتقاعسين وما أكثرهم… . ولا سألنا دكتور حمدوك ووزير ماليته عن التقصير في العديد من الملفات وعدم إيفائهما بالكثير من الوعود، وأنجررنا وراء عبارات الشكر والثناء ناسين أن هذه الحكومة جاءت بعد أن سالت دماء غزيرة وفُقدت أرواح عزيزة. . ولا اجتهدنا في عقد الندوات التوعوية في الأحياء لضمان أن تظل جذوة الثورة مشتعلة، وذلك لأن بعض الخبثاء شغلوا شباب لجان المقاومة الأوفياء بمتابعة المخابز والسلع التي يتم تهريبها على مرأى ومسمع القوات النظامية دون أن يقول لهم المدنيون في الحكومة )تلت التلاتة كم(. . لو كانت هناك جدية في حراسة الثورة لطرحنا وبإلحاح شديد الكثير من الأسئلة الصعبة. . لم أقل لتوقعنا منهم تغيير كل شيء في أشهر معدودة، إنما قلت طرح الأسئلة الصعبة، حتى لا يفهمنا البعض خطأً. . فعلى سبيل المثال ما الذي منع مكتب رئيس الوزراء من الاستعانة بإعلاميين عرفهم كل الناس بمناهضتهم الشرسة لحكومة الطاغية وكل رموز فسادها! . وما الذي يمنع فيصل حتى اليوم من الإستعانة ببعض من شردتهم الإنقاذ!! . ألم يقل بعضمة لسانه أنه لا يريد أن يقطع رزق أحد! . فهل الأرزاق حكراً على أصدقائه الصحفيين الذين أفسدوا حياة السودانيين!! . أليس من حق إعلاميين شرفاء كثر أن يجدوا المكانة اللائقة في حكومة ثورة كانوا ضمن وقودها!! . امتد التقاعس من الإعلام ليشمل مجالات أخرى عديدة. . فتم تعيين رئيسة قضاء لم يحركها القتل والإغتصاب والحرق، لكنها انفعلت لدرجة المطالبة بالإضراب لمجرد الإعتداء على قاضٍ. . واستمر استيراد السلع الكمالية التي قصد من خلالها نظام )الساقط( البشير إيهام الناس بالرفاهية شغلهم بتوافه الأمور. . وما زلنا نشهد سطوة بعض المفسدين في الوسط الرياضي الذي لم يتغير فيه شيء بالرغم من أهمية قطاع الشباب الذين قادوا هذه الثورة. . لكن لم تفعل وزيرتهم الشابة أكثر من فتح ملف فساد المدينة الرياضية لإحداث ضجيج مؤقت قبل أن تعود القضية نسياً منسياً كما كانت. . وما أنفكت بعض الأصوات المبحوحة )تلعلع( بخطابها الديني المحفز على الكراهية. . ولم تنهض زراعتنا، أو يُوقف المفسدون في هذا القطاع عند حدهم. . ولم ولم ولم… . وبعد كل ما تقدم ما زال بعضنا يرددون أن الثورة محروسة. . طيب لو ما كانت محروسة وضعنا حا يكون كيف يا ناس!! . أمام كل هذا الخذلان بدلاً من أن يستحي بعض المسئولين وخبثاء قوى الثورة على وجوههم، صرنا نسمع عن أنباء لتشكيل حكومة الوفاق المزعومة. . ما هو يا تبقوا ثوار ووطنيين حقيقة وتطالبوا المكون العسكري بإحترام الإتفاق الذي جرده بعضكم من الكثير من بنوده الثورية، ولا )تدونا عرض أكتافكم( وتتركوا لهذا الشعب خيار إكمال ثورته. . التاريخ لا يرحم، وما تفعلونه ببلدكم وأهلكم مخزٍ ومخجل وسيجعلكم عرضة للعنات المظلومين والمقهورين إلى يوم الدين.

شاركها على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.