موطئ قلم
أسامة نجم الدين
الزيت في الإتيكيتِ
كلمة إتيكيت هي كلمة منحدرة من أصول فرنسية تعطي مدلول الالتزام والتقيد بالمتطلبات السلوكية التي تفرضها أعراف المجتمع وتقاليده، ويتضمن هذا الشيء الحفاظ على السلوك المتزن الذي تتطلبه تلك الأعراف المجتمعية بحسب المناسبة والطقوس التي تكون متزامنة مثل الأعياد والمهرجانات والأحداث المهمة بالنسبة لذلك المجتمع.
أما عن علاقة «الإتيكيت» بالإسلام فهي علاقة وثيقة الصلة فقد أوجد الإسلام «الإتيكيت» في خلق وسلوك أتباعه، وقد جاء القرآن والسنة يزخران بالأدلة والبراهين على أصالة فن «الإتيكيت» في الإسلام، وهناك نماذج من سلوك المصطفى صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام في فن «الإتيكيت» في التحية والمصافحة وقواعد السلام والمحادثة واللهجة والزيارة والضيافة والبشاشة والاستئذان والهدية والتواضع واحترام المواعيد والتعامل مع المرضي والموائد وغيرها من السلوكيات اليومية بين المسلمين، ففي التحية مثلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا التقيتم فابدأوا السلام قبل الكلام»، وفي المصافحة يقول صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا وغُفر لهما قبل أن يفترقا»..
الإتكيت ده حاجة جميلة ورائعة بشكل! ما دخل على سلوك الا جمله وحسنه وزانه وما غاب عناب عن خلق الا قبحه وشانه.
الاتكيت هو قرنفل السلوك ونعناع الأخلاق والتصرفات. يضفي عليها نكهة ويحبب الناس في صاحبها
الإتيكيت بحر مترامي وفضاء ممتد يتجلى في مشية الإنسان، في وقفته في ملبسه في طريقه كلامه وحتي في صمته. الشخص الراقي المأتكت يبين ذلك في تفاعله وتعامله مع الأخرين وحتي في تعامله مع ذاته.
أما من هم دون ذلك فتبين شتارتهم وجلافتهم في كلما يأتون به مهما اجتهدوا للظهور بغير ذلك.
أهم ما يميز الإتيكيت أنه أسلوب أمين وصادق أي لا يمكن ادعاءه وتغمصه والتمظهر به كما أنه عصي علي التطويع فلا يستطيع شخص أن يكون راقي ومتأكت في موقف وجلف واشتر في مواقف أخري.
أصحاب الإتيكيت ملابسهم أنيقة ، مشاعرهم حساسة ورقيقة وحتي مفرداتهم منتقاة ودقيقة. أما من لا إتيكيت لهم فإن أحدهم إذا تكلم أحدث دويا وأزيزا وإذا عطس أو ضحك أفقد العصافير أمانها واطارها من أغصانها.
واحد ربنا أداه بسطة في المال والجسم ورشاقة في العقل وضمور وانكماش في غدد الذوق وكان بينه وبين الاتكيت برزخ لا يبغيان. أقام ذات يوم متكأ دعا له علية القوم ووجهاء المجتمع. في ختام الحفل أراد أن يرتجل كلمة يشكر فيها ضيوفه علي تكبد عناء الحضور ، فابتدر خطبته بقوله تعالي ” إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا”. انفض سامر القوم بل أن بعضهم أصر علي دفع قيمة الطعام الذي تناوله.
تأتكتوا يرحمكم الله ،فإنه لا يكلف درهما ولا دينارا وفوق ذلك هو سلوك مكتسب فمتي ما اتيحت لكم الفرصة فلا تهدروها.
كان يجلس مع حلم حياته فغشيتهم سحابة صمت . أرادت أن تكسر هذا الصمت فأخرجت من حقيبتها صورة وأرته إياها. فقال ” أكيد دي اختك الكبيرة” فقالت كلا ” معناها بت خالتك ” ردت حاشا , هذه صورة أمي”
صاح ما اشاء الله، وعمرها كم ؟ قالت ٤٤ ، ابتسم ثم قال “سبحان الله نفس مقاس جزمتي !! فكان آخر لقاء بينهما.
معقولة ياخ!! ، شيخ يطلب منه أن يبارك عقد قران بآيات من الذكر الحكيم فيقرأ سورة الطلاق كاملة حتي يضطر والد العروس ليقاطعه بقوله حسبك. أو فنان يجيبوه في حفلة عرس فيبدأ الحفل بأغنيه ذكراك ما ذكراك غير العذاب ألوان
* خلي عندك إتيكيت وأنزرع في البيت
* إتيكيتك يريحنا وينقذ أهل بيتك