صحتنا النفسية بعد مجزرة القيادة
أماني محمد صالح
موضوع الصحة النفسية من الموضوعات الحيوية في علم النفس ونالت إهتماما كبير في أبحاث العلوم النفسية والطبية والتربوية فهو مصدر مهم لجميع الأفراد سواء متخصصين او مربين
فلإنسان يسعي في حياته ان يحقق أعلي درجات الصحة النفسية وراحة البال و من الضرورة الإهتمام به في حياتنا فسلامة صحتنا النفسية تعني سلامتنا من الأمراض التي يكون سببها الضغط النفسي فقد نتعرض دون إرادة مننا للضغوط والمشكلات النفسية خلال حياتنا اليومية فمننا من يحلها ويتكيف معها والبعض لا يستطيع ذلك فيقع في بحر من الإضطرابات النفسية
لذلك علينا ان نكون حريصين علي صحتنا النفسية وإبعادها عن التوتر والضغوط بقدر إستطاعتنا حتي نقدر علي الانتاج والعطاء
فالصحة النفسية تعني قدرة الفرد بالإستمتاع بالحياة وخلق توازن بين انشطة الحياة المختلفة لتحقيق المرونة النفسية والتي تمثل حالة من التوازن والتكامل بين الوظائف النفسية للفرد تجعله يعيش في المجتمع يتقبله يشعره بدرجات من الرضا والتكيف مع محيطة الإجتماعي والتفاعل معاه ويكون منجزا في المجتمع فصحة الفرد النفسية تؤثر علي سير العمل والإنتاج لذلك نجد في دول العالم الأول يهتمون بتهيئة المناخ المناسب للعمل والإهتمام بصحتهم النفسية الذي بدوره يؤدي الي ذيادة الانتاج والنجاح في العمل فالجو المشحون بالضغوطات النفسية والتوتر يولد الإحباط ويقلل من الإنتاج ربما في العالم الثالث لا نهتم بهذه الأمور ولا نوليها الإهتمام الكافي لذلك نجد اننا في المؤخرة دائما
اهمية الصحة النفسية وكيفية التكيف مع ضغوط الحياة ومشاكل وأحداثها تحتلف من شخص للشخص حسب البيئة التي نشا فيها مدي قدرته علي تحمل الضغوط والتكيف معها وكيفية الوصول بصحته النفسية الي بر الأمان
الثورة السودانية التي أدهشتنا نحن قبل العالم بكل مافيها من سلمية وتعاون وتفاني في حب الوطن جعلت الشعب السوداني يعيش في توتر وقلق وترقب وضغط نفسي لايحتمل خاصة عند سقوط الشهداء مناظر الدماء فنحن بطبيعتنا شعب مسالم لا نميل الي إرقة الدماء فكانت تلك المناظر والمجازر بمثابة صدمات نفسية لنا نحن نشاهد الشباب متوشحين بدمائهم وتهدر دمائهم بلا رحمة فمشهد عباس فرح وهو غارقا في دمائه متوجها نحو الترس لحمايته حتي أخر قطرة من دمه مشهد لا ينسى وغيرها من المشاهد المؤلمة التي فطرت قلوب السودانين
فقد مرت علي الشعب السوداني ايام خلتها أحاسيس ومشاعر وضغوطات نفسية اثرت في صحتنا النفسية بشكل عام
رغم علمنا التام ان لكل ثورة ثمن ولكل تغيير ضحاياه خاصة اننا كنا نتعامل مع نظام لا يرحم في سبيل حفاظه علي السلطة كان مستعدا لقتل نصف الشعب حتي انهم الفوا الفتاوي الدينية لتحقيق أهدافهم لبقاء في السلطة ويحكمون النصف الآخر بكل ديكتاتورية لولا ارادة الشعب و استعداده لتضحية بأرواحهم الغالية من أجل الخلاص ليعيش البقية الباقية مننا في امن وسلام ورخاء
وهذا ما نتمناه حتي نحس ونحن واسر الشهداء إنهم ضحوا من اجل تغيير حقيقي دون تدخل الصراعات السياسية العنصرية التي تضيع معها حقوق الأحياء والشهداء التي أرهقت شعبنا لسنوات طوال
لا شك ان حادثة فض الاعتصام في القيادة العامة تعتبر من اسوء الأحداث واكثر دموية علي هذا الجيل
جعلت السودان كله يعيش حالة من الحزن والكابة والتوهان النفسي مابين مصدق ومكذب لما حدث فقد كانت مجزرة بلا رحمة ولا انسانية تجردوا فيها من كل معاني الانسانية في شهر كريم استعداد الكل لصلاة العيد في القيادة التي كانت ملاذ لكل السودان وأمان لهم فاصبحوا علي الدماء والدمار غدروا بهم في ليلة كان الكل يصلي يدعو من اجل النصر قتلوا فرحة الشعب السوادني فكان فجر عيد من أسوأ الأعياد التي مرت علي شعب كامل افطروا علي حزن مرير وموجع
حتي الشوارع كئيبة حتي الاطفال كانوا موجوعين لم يحسسوا بطعم العيد قتلوا فرحة الطفل بالعيد فكانوا يرددوا شعارات الانتقام بكل حسرة الدم قصاد الدم بدلا أهازيج العيد وفرحتهم بالعيد فقد غدروا بالشعب كله وعاش الشعب السوداني وحتي اللحظة في صدمة وذهول اثرت في صحتنا النفسية التي اجزم اننا جميعنا نحتاج الي تاهيل نفسي حتي ننسي ونمحو هذه الاحداث من الذاكرة مجرد مرور الشخص بشارع القيادة تتاثر صحته النفسية حتي ان كل فرد منا يتنمني الا يمر بذاك الشارع الذي شهد اكبر مجزرة شهدتها هذه الاجيال اعتقد هذا إحساس كل سوداني
اذا كنا نحن من كنا في منازلنا وشاهدنا احداث الفض عبر الشاشات او الوسائل الاخري هذا هو احساسنا فما بالك بحالة هؤلاء الشباب الذين نجوا من المجزرة وفقدوا اصحابهم واصدقائهم وربما من تربطهم صلة دم وقرابة كيف حال الشابات اللائي اغتصبن دون رحمة و إنسانية مسئولية من تاهيل هؤلاء وا ستعادة توازنهم النفسي حتي يعبروا هذا المرحلة النفسية التي بلا شك تجعلهم يشعرون بالاغتراب عن النفس والمجتمع من حوله
هؤلاء هم جيل المستقبل الجيل الذي نتنظر من البناء والتعمير في هذه المرحلة الجديدة في ظل سودان جديد هل فكرنا جميعا في هؤلا ء الشباب وصحتهم النفسية لا انسي ايضا اسر المفقودين وحالتهم النفسية واسر الشهداء ااذا نحن امام شعب كامل مد مر نفسيا في حالة ترقب لما سوف يفعله السياسين وبما يناسب كل هذه التضحيات التي قدمها الشعب من اجل ان يكونوا هم الان في مناصبهم وننعم بالحرية قد يعتبر البعض حديثي ترفا اجتماعية وغير من انواع الترف في ظل الأوضاع غير مستقرة في البلاد من كل النواحي ويعاني فيه المواطن من ضغوطات إقتصادية التي بدورها تؤثر علي صحتنا النفسية لكن في رايئ يجب الاهتمام بشريحة الشباب وتاهيلهم نفسيا حتي يصبحوا معافين تماما و تقديم الدعم النفسي لهم في حديثي مع احد هؤلاء الشباب قال انهم لا يستطيون نسيان ذاك اليوم احداثهم في مخيلتهم لا تفارقهم ويشعرون بإكتئاب والانسحاب من الحياة لذا علينا الإهتمام بصحة هؤلاء الشباب فتكن البداية من اسرهم ثم تتاتي دور الدولة لا ادري كيف واي جهه يمكنها القيام بذلك هل نقوم بعمل مبادرات لتاهيل هؤلاء الشباب نفسيا وندعمهم نفسيا ومعنويا حتي يتخلصوا من كل الشوائب والرواسب النفسية العالقة باذهانهم اما ماذا
تساولات يجب الاجابة عليها لدعمهم نفسيا حتي يتخطوا هذه المرحلة الحرجة والمؤلمة في تاريخهم النفسي
كيف للشخص ان ينتج ويبدع وينبي وصحتهم النفسية مدمرة اذا كان هذا حال الشباب فكيف حالة الفتيات اللائي اغتصبن ودمرنا نفسيا وجسديا وخوفا من المجتمع القليلات منهن من تتجرت و سردت تجربتها وقصتها ومعاناتها والبقية لا علم لنا بهن
نتمني ان ندعم كل هؤلاء نفسيا حتي نتخطي جميعنا أثار ما تركته تلك الأحداث التي دمرت نفسية الشعب السوداني كافة
كلنا نعيش حالة من الشد والجذب وعدم التوازن النفسي من تلك الأحداث والمجازر فنهتم جميعا بصحتنا النفسية حتي نستطيع التكيف الاندماج في المجتمع ونقدم لهذاالوطن كل طاقاتنا حتي نعمر ونبني ونحن أصحاء نفسيا وجسديا في ظل سودان جديد يحفظ كرامة المواطن والانسان ولاتذهب دماء الشهداء سدي ونحقق
حرية سلا م وعدالة حنبنيهو و نستعيد صحتنا النفسيةو إرادتنا وتوحدنا وتماسكنا
تري هل نستطيع اعادة التوزان النفسي لهم نعطي
الاهمية لدعمهم نفسيا اما نترك الايام هي التي تداويهم فالكثير منا يؤمنون بان الايام كفيلة بالنسيان لكن مثل هذه الاحداث تتمرد علي النسيان وتحفر في الذاكرة فتتمرد علي الايام واحداثها فلا يمحو ها الا تقديم التاهيلي النفسي الذي يخرجهم الي بر
الأمان من ظلمات الإكتئاب التيه النفسي الذي يحسسهم بالاغتراب النفسي والإنسحاب من المجتمع
أ ماني محمد صالح
أماني الروح