لا لإنتحار الأمل
أماني محمد صالح
الحياة تلك المدرسة التي نتعلم منها الكثير، تارة تفرحك وتارة تحزنك وتتنقل بين هذا وذاك، مدرسة ندخلها دون إرادة منا، نعيش فيها بكل ضروبها المختلفة، الفرح والحزن
وما أجمل الحياة عندما تكون هادئة و صافية ، لا يعكر صفوها شيء وترى كل شيء جميلا من حولك، حينها نعيش الحياة بكل حب وتفاؤل ونرى الدنيا بألوانها الوردية .
ولكن الحياة لا تستمر على وتيرة واحدة، فلابد لنا أن نمر بمراحلها المختلفة ونتجول بين أزقتها ودهاليزها المختلفة؛ أحيانا تعكر صفو حياتك الهموم والمشاكل التي تجعل الإنسان ينظر إلى الحياة نظرة قاتمة ومتشائمة، فتتمنى لو لم تولد في هذه الحياة وتقابل كل هذه المشاكل والأحزان وتفقد الإحساس بالحياة والسعادة وتختلط أحاسيس وأشياء كثيرة بداخلك، وتشعر بأن الأيام الحلوة لن ترجع مرة أخرى، ولكن هذه هي الحياة وتصاريفها أو امتحاناتها المختلفة فينبغي أن نصبر ونتحمل الحياة بكل ظروفها، فليس من الحكمة أن نهرب من مشاكلنا ونلعن الظروف ولكن الحكمة أن نتكيف مع الظروف مهما كانت قاسية فيجب أن نواجه الكروب بكل حنكة ونتفاءل بالحياة مهما كانت قاسية، مهما طالت الأحزان فسيأتي الفرح لذلك يجب أن نترك حيزاً للفرح بداخلنا وعندما يأتي الفرح ننسى كل تلك الأحزان في لحظة ونسترجع كل ما هو جميل في حياتنا والنظر إليها بمنظور آخر .
يجب أن نصبر ونتحمل مشاكل الحياة، لكل شيء حكمة فالمولى عز وجل يمتحن عبيده بالكروب وعلينا أن نجتاز الإمتحان بحكمة وصبر (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) فما أعظم الجزاء، فهذه هي الحياة بأفراحها وأحزانها وعلينا أن نواجه الحياة بكل ضروبها .
فنحن البشر نختلف في قدرتنا على تحمل المشاكل والتكيف معها ؛ فمنا من يواجهها بكل صبر وجلد، ومنا من ينهار من البداية فيجب أن نواجه المشاكل مهما كانت ولا ندع فرصة لانتحار الآمال والأحلام بداخلنا ونفقد الأشياء الجميلة في حياتنا، فقد تعود كل الأشياء الجميلة في لحظة وربما تحل كل المشاكل في ثانية، يجب أن نتشبث بالأمل، من الحكمة أن نتكيف مع الظروف مهما كانت قاسية.
وكل شيء نمر به في حياتنا له حكمة فقد لا ننتبه له ونحن نغرق في عمق المشكلة، ولكن عندما نبحر منها للفرح ندرك الحكمة من ورائها.
فلو رسبت في مدرسة فلا تيأس فقد تنجح في المرة القادمة فقد يكون لرسوبك حكمة، فقد تتعلم أشياء كثيرة، وتراجع الأخطاء وتستفيد منها.
لو فشلت في الحب فلا تحزن فقد تحب مرة أخرى و ربما لا تكون سعيدا فيها، فالحياة تجارب فاستفيد من تجاربك.
إذا فقدت عزيزا فلا تحزن وأدعو له بالرحمة فهذه سنة الحياة.
المهم أن نواجه مشاكلنا بحكمة ، فالأحزان والأفراح تنتقل بين البشر فلا أحد يعيش في الفرح طوال حياته ولا أحد يعيش في الحزن طوال حياته (وتلك الأيام نداولها بين الناس) أعلم أن هذا الحديث قد يكون قاسيا ولكن هذه هي الحياة وضروبها المختلفة.
فالحياة مدرسة كبيرة نتعلم منها ما لم نتعلمه من أسرنا ومدارسنا ، ومهما تشاكست معك تكيف معها فقد نتخطى هذه المحن ونخرج منها بدروس وعبر، مهما عانيت فاترك فسحة للأمل بداخلك ولا تحزن فإن الله معك وتوكل علي الله فهو يراقبك في الفرح والحزن وكيف ستمر من هذه المحنة بالصبر أم باليأس والإحباط ، وليست هنالك مصيبة إلا ورائها فرج كبير.
فالهموم والمشاكل التي تثقل الإنسان إنما هي توسع دائرة فهم الإنسان للحياة ويجب ألا نترك فرصة لانتحار الأمل بداخلنا ، وعلينا أن نتعامل معها بكل حكمة وأن نواجه أي زلزال نتعرض له في حياتنا بحكمة وأمل فجدار القلب الصادق المليء بالأمل قادر على أن يتخطى أخطر زلزال يتعرض له بإذن الله تعالى.
وكن جميلاً ترى الوجود جميلا، فيجب أن نواجه مشاكلنا بكل حكمة.
ومهما طالت الأحزان والألم فلا بد لفجر الأفراح أن يأتي و يحمل معه أحلى وأجمل الأيام وكل شيء جميل ننتظره.
وأخيرا أتمنى أن نعيش جميعنا حياة هادئه وسعيدة بعيدا عن الهموم والمشاكل.
أماني الروح
كلمات مفعمة بالامل تسلمي اماني هذا ما نحتاجه اليوم التبشير بالفرج