Take a fresh look at your lifestyle.

الصادق سمل، صفاء الحُب، والتسامح، والنقاء/ المعز عبد المتعال سرالختم

الصادق سمل، صفاء الحُب، والتسامح، والنقاء..

الشمس البتشرق،
بلّت منو ريقا
والنجمة البتسطع
فيهو تشوف بريقا
“محجوب شريف”

تألمّت كثيراً لإغتيال الشهداء، تألمّت حد النزف، كيف إنقسمت النفوس لقاتلٍ، وشهيدٍ، ومكلومين، كلّما تمعّنت في صور الشهداء شعرت بطعم الموت في حلقي، تفترسني ذكراهم وتفتك بي، لو كنت لا أحتمل ألم فقدهم، فكيف بعذاب ذويهم؟.
أي حزنٍ هائل يتركه الشهيد من بعده ويمضي، أي أسى يخلّفه ويجعل حياتنا قبوراً أشدّ ظلمةً ووحشة.
يا عبد الرحمن، هل تسمعني؟ أنت لا تعرفني، لكّني أعرفك، عرفتك من جسارتك، ومن دموع أبيك وهي تلوّح لوداعك، عرفتك من وحشيّة قاتليك، ومن أحشائنا وهي تتمزّق، تمنيّت لو إستبدلني الموت بك، ليت الموت يقبل المقايضة، لفديت روحي بك حتى أرتاح من ألمي كلما قرأت كلمات أبيك، أي عذابٍ يا سمل، ذاك الّذي سكن قلبك وجعلك تسمو حد التسامح مع قاتل إبنك؟ إلى أي علوٍ شاهق صعدت روحك حين إرتضيت العفو؟ كيف ألجمت خيل نفْسك وروّضتها عن رغبة القصاص؟ كيف إنتصرتْ نفْسك وهي تصارع طبيعتها، حتى رفّرفت بأجنحة ملاك؟ أي درسٍ من دروس الحياة تؤديّه يا سمل؟.
سألت نفسي، ماهو مقابل الدُم؟ لو لم يكن دماً؟ كيف تشفِي الروح غليلها؟ وكيف يكون القصاص؟ أجابني قلبك وهو يخفق بالرحمة، إغتالوا إبنك وقدّمت لهم ورد التسامح، فجعوك، ولم تطلب لهم سوى العفو، غدروا بك، وجزعت لهم، طعنوك من خلف، وإستدرت لهم بعطف وحنان، سألت قاع نفسي، ترى ماهو أقسى من الموت؟ كان الرد، دمع عينيك وهي تصفح، ماهو أشدّ أنواع الصبر؟ جآني صوتك بنبرة الحُلم، والعفو.
عبد الرحمن بطلٌ، إحتوته الأرض موجوعة، وهُم فقاعات ريثما تتبّخر، كأنّي أراهم الآن نادمون أكثر، تُرى ما شعور القاتل حين يغتال، ويفرش له وليّ الدم بين قدميه سجّادة العفو؟.

المعز عبد المتعال سر الختم
5 ديسمبر، 2019
نيو بريتن، الولايات المتحدة الأمريكية

شاركها على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.