Take a fresh look at your lifestyle.

يا حمدوك لم الشوك / أسامة نجم الدين

موطئ قلم
اسامة نجم الدين
يا حمدوك لم الشوك
كتب علي قبر سياسي بريطاني
” هنا يرقد السياسي ورجل الاخلاق الفاضلة “. علق تشرشل علي هذا الأمر بقوله ” لماذا يدفنون رجلين في قبر واحد”
تعرف الثورة بأنها فن المستحيل بينما تعرف السياسة بأنها فن الممكن.
السياسة مثل لعبة كرة قدم لا تحتمل الغفلة والتوهان والمثالية المطلقة بل علي العكس تحتاج الي الذكاء والحنكة والمكر الغير سيئ واستثمار الشوارد والفرص فبالتالي فان من اهم سماتها اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
في كرة القدم , فان الفرص التي تتاح ولا يستثمرها الفريق قد تتحول الي هجمات مرتدة تسجل منها اهداف في مرماه. نفس الامر ينطبق علي دنيا السياسة فان السوانح التي تطرأ رغم قلتها اذا لم يتم استغلالها بالصورة المثلي فقد تتحول الي نقاط ضعف يستفيد منها الخصوم, فالسياسي الحصيف هو الذي يستفيد من أخطاء خصومه ليسجل منها اهدافا في شباكهم.
عندما تسربت اول مسودة لدستور الفترة الانتقالية أيام التفاوض المارثوني بين قوي الثورة من جهة والمجلس العسكري الانتقالي من جهة , تعرضت تلك المسودة الي هجوم عنيف بحجة انها اغفلت مصادر التشريع وعلاقة الدين بالدولة. هاجت الدنيا وماجت بقيادة الاسلامين المتشددين بقيادة عبد الحي يوسف ومحمد علي الجزولي وغيرهم ممن سخروا حناجرهم ومنابرهم للهجوم علي الوثيقة وواضعيها.
كتبت يومها متوسلا قوي الحرير والتغيير بأن اقبلوا بالشريعة الاسلامية كمصدر للتشريع في الفترة الانتقالية وقلتها بصريح العبارة أن هذا الامر يتيح فرصة اصطياد أكثر من عصفور بحجر واحد واولها شنق وقص مجرمي النظام القابعين خلف الاسوار وبنفس القوانين واللوائح التي وضعوها للتنكيل بغيرهم وثانيها إغلاق نوافير النقد والهجوم المتوقع من عدة جبهات ولم أكن لوحدي من نادي بذلك بل أن ثعلب السياسة , ياسر عرمان قد لمح بذلك ولكن للأسف أهدرت الفرصة فدفعت الحكومة الثمن تخبطا في كيفية محاكمة عتاة المجرمين اصحاب الجرائم الموثقة.
ضاعت الفرصة الاولي , قلنا ما مشكلة خيرها في غيرها . جاءت محاولة اغتيال رئيس الوزراء , عبد الله حمدوك كفرصة ذهبية ثمينة لقطع دابر الكيزان واجتثاثهم من جذورهم .
فرصة كهذه يتمناها ويحلم بها السياسي المتمرس لأنها قد لا تتكرر . توقعنا أ ن يكون رد الفعل اللحظي قويا بما يكفي لتصنيف الحركة الاسلامية بكل فروعها ومسمياتها جماعة ارهابية وحظر أتباعها من ممارسة أي نشاط سياسي خاصة أن العالم شرقه وغربه كان سيحتفي بهكذا خطوة ولكن حكومتنا تعاملت مع الأمر بحنية وبرود حتي تسربت الفرصة ،وأهلنا بقولوا الغبينة كان باتت فاتت.
التلكؤ في حسم تفلتات الكيزان والتعامل المتراخي معهم أعطاهم احساس بالأمان ليتوهموا ان هذه الحكومة ضعيفة ولا تقوي علي تستيفهم في علبهم فطفقوا يفسدون في الارض كما هو ديدنهم منذ سحيق الدهور وقابر الأزمان وما أحداث المعيلق وحرق محصول القمح بالجزيرة الا نذر يسير من أفعال الأبالسة وليس أخرها مسيرتهم الزاحفة بالأمس بميدان جاكسون التي رددوا فيها سمج الشعارات من شاكلة ” ما تغشونا ما في كرونا”.
من أصدق ما سمعت :
امام مسجد يقول ” من كان يعبد المؤتمر الوطني فان المؤتمر الوطني قد مات وان شجرته قد اجتثت من جذورها ولكن للأسف فان اشواكها الضارة ما زالت تتناثر هنا وهناك لتعيق حركة الناس”.
يا حمدوك أرجوك لم الشوك !!
• خليك واعي وللحوامة ما في داعي
• سلامتك في كمامتك
• جخنن يا مان كوفيد ما معاه أمان ِ

شاركها على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.