Take a fresh look at your lifestyle.

سقوط (الفنانة) هدى عربى.. ياسر عبد الكريم

سقوط (الفنانة) هدى عربى

ياسر عبد الكريم

yasiribrahim28@yahoo.com

الراكوبه

الشباب الذي ثار ومات من أجل الحرية وكان تواقا اليها قبل ان يراها ويعرفها في حين تواءم معها جيل من الاعلاميين والطبالين الزمارين هو أعظم جيل يمر على تاريخ السودان ويستحق الاحترام لا ان يستفز وهو الذي صنع منك انسانة يا فنانة كافوري ليس من أجل ان يظل كل شي في مكانه بل من أجل تغيير كامل للنظام القديم وإستبداله بنظام جديد وهذا هو المعنى الحقيقي للثورة . والاعلام هو من ساعد النظام الفاشي واطال في عمره وتغاضى عن جرائمه وأحيانا كثيرة كان يطبل لهذه الجرائم وأولهم حسن فضل المولى مديرا لاهم قناة واكثرها مشاهدة ونحن في مجتمع مازال 80% منه يستقي معلومته من الاعلام وخاصة المرئ فكيف تقفين ضد ارادة الجمهور الطويل العريض وان تضعيه في كفة وشخص سادي كان يقف ضد الشعب في الكفة الاخرى .

8ما الذي بينك وبينه الذي جعلك تضحين بشرفك الفني من أجله ؟ هل هو جهلك المعهود أم هناك شي آخر أعمق من ذلك ولا يحق لنا معرفته ؟ على كل حال انه السقوط المدوي يا فنانة الغفلة واخترتي ان تقفي ضد الجمهور الذي ظل يستمع لفنك المتكرر القديم وانا شخصيا لا أطيق ان استمع اليك ومواقفي ضدك وضد أي فنان تبدأ بمواقفه من القضايا العامة

وللأسف حتى وقت قريب معظم المبدعين السودانيين لايرون غضاضة في مديح الطاغية تماما كما كان شعراء بني أمية يمدحون السلطان طمعا في عطاياه ويتجاهلون جرائمه ويصمون آذانهم عن صراخ ضحاياه.

إن كثير من المبدعين السودانيين لا يعتبرون نفاقهم للطاغية عارا أو جريمة بل إنه في رأيهم لا ينتقص من قيمتهم الأخلاقية.

إنهم يعتبرون هذا النفاق نوعا من المجاملة الضرورية أو طريقة لدفع الأذى أو وسيلة مشروعة لنيل حقوقهم كفنانين موهوبين.عندما كانت الفنانة هدى عربي تسهر مع البشير في جلسة خاصة في قصوره بكافوري برفقة الصحفي محمد لطيف وفي حضور السر قدور ظنوا هذا ليس بالعيب بل هو واجب عليهم …على أن المشكلة هنا لا تكمن فقط في سلوك المبدعين المنحرف أخلاقيا وإنما أيضا، في فهم الجمهور لواجبات المبدع.

فكما تساهل العرب القدماء مع شعرائهم المنافقين واحتفوا بقصائدهم شعراء النفاق امثال المتنبئ الذي كان يتنقل بين الحكام والامراء بالنفاق والرياء فكان الجمهور السوداني يحتفى بمبدعيه المنافقين ويتجاهل مواقفهم المشينة في تأييد الطغاة. هؤلاء الافاقين الزمارين تغاضى الشعب عن مواقفهم المشينة في صحبتهم وسهرهم مع الطاغية  بل يكررون فن الفنان ويحفظونه مما جعلهم يتمادون في اهانة الشعب والوقوف ضد ارادته وثورته .

يجب على الموضوع أن يتغير تماما الان ويتغير كل شئ وللأبد على الجمهور ان يكتب عهد ثقافي جديد من أهم شروطه نسف ثقافة مديح السلطان ومحوها من العقل منذ الآن فصاعدا وأن يحاسب الجمهور مبدعيه الفنانين ليس على جودة أعمالهم الفنية وأصواتهم الجميلة فقط وإنما على مواقفهم في المجال العام وأن تترسخ في العقول هذه الثقافة ولا تحتاج الى من يحرض الناس عليها .

معركة التغيير القائمة الآن ما هي الا صراع بين ثقافة الماضي وثقافة المستقبل ويستحيل على الماضي ان يهزم المستقبل.

ياسر عبد الكريم
yasiribrahim28@yahoo.com

شاركها على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.