أوقفت مستشفيات السويد استخدام عقار الكلوروكين الخاص بعلاج الملاريا على مرضى فيروس كورونا المستجد بعد ورود تقارير عن تسببه بآثار جانبية خطيرة من بينها تشنجات، وفقدان الرؤية المحيطية، والصداع النصفي في غضون أيام من تناول العقار.
كما تسبب عقار الكلوروكين أيضا لأحد المرضى من المتعاطين للعلاج بحدوث نبضات غير منتظمة لعضلة القلب إما بسرعة كبيرة أو بطيئة، مما يؤدي إلى حدوث نوبة قلبية قاتلة.
ويقول أحد المرضى السويديين بفيروس كورونا إنه خضع للعلاج بعقار الكلوروكين وكان يتناول قرصين في اليوم بعد تشخيصه بالمرض في 23 مارس، مشيرا إلى أنه بدأ يعاني تشنجات وفقدان في الرؤية المحيطية مصحوبا بصداع خلال أيام من تناوله الدواء.
وأدرج عقار الكلوروكين – الذي تم وصفه لمرضى الملاريا منذ أربعينيات القرن الماضي – كعلاج محتمل لـ مرض كوفيد 19 بعد أن أظهرت دراسات في الصين جدوى العلاج مع المرضى المصابين بفيروس كورونا.
لكن لم يعد الأطباء في إقليم فاسترا غوتالاند، غربي العاصمة ستوكهولم يصفون الدواء لمرضى كوفيد 19، والذي وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه “الدواء المعجزة”.
يقول كبير الأطباء في مستشفى جامعة ساهلجرينسكا، ماغنوس غيسلين، إن المستشفى أوقف وصف عقار الكلوروكين لمرضى كوفيد 19 قبل أسبوعين، مشيرا إلى أن تقارير وردت عن آثار جانبية أكثر خطورة مما كان الأطباء يعتقدون في البداية.
وأضاف: “لا يمكننا استبعاد الآثار الجانبية الخطيرة لعقار الكلوروكين، خاصة على عضلة القلب، وهو عقار شديد التأثير، بالإضافة إلى ذلك، ليس لدينا دليل قوي على أن الكلوروكين له تأثير على فيروس كورونا.
ويقول البروفيسور أنتوني غوردون – رئيس قسم التخدير والعناية الحرجة في إمبريال كوليدج لندن – إنه لا يوجد حتى الآن “دليل قوي” على أن الدواء يمكن أن يعالج فيروس كورونا.
وأضاف: “الكلوروكين لديه إمكانيات قوية. لكن لم نحصل على الأدلة الدامغة حتى الآن على قدرته العلاجية لشفاء مرضى فيروس كورونا”.
ولفت الدكتور غوردون إلى أنه يتوجب قبل وصف الدواء هو إخضاعه للتجارب السريرية حتى نفهم تمام كيفية عمله وآثاره الجانبية.
وتم منح الأطباء في أوروبا والولايات المتحدة والصين ترخيصًا لتجربة الدواء على مرضى الفيروس، لكن بريطانيا منعت الأطباء من وصف الدواء حتى الانتهاء من التجارب السريرية، مشيرة إلى مخاوف بشأن سلامته وفعاليته.
ويتم اختبار عقار هيدروكسي كلوروكين – وهو شكل من أشكال الكلوروكين – على مرضى فيروس كورونا في تجارب سريرية تجريها جامعة أكسفورد. كما تم تجنيد ما يقرب من ألف مريض من 132 مستشفى في بريطانيا في غضون 15 يوما من أجل تقييم فعالية عقار هيدروكسي كلوروكين على مرضى فيروس كورونا.
ومن المتوقع أن ينضم الآلاف لتجربة الدواء خلال الأسابيع المقبلة، مما يجعلها أكبر تجربة عشوائية للاختبارات المعملية في العالم لإيجاد عقار ناجع لفيروس كورونا المستجد.
ومن المتوقع أن يتم التوصل إلى النتائج النهائية حول ما إذا كان عقار هيدروكسي كلوروكين آمنا وفعالا خلال شهور.
ويتم إجراء تجارب كبرى في مختلف دول العالم حول مدى فعالية عقار الكلوروكين، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا، بينما ينتظر العلماء أيضًا نتائج التجارب الأكبر في الصين.
كما تقوم مختبرات أوروبية بدراسة تجربة أربعة علاجات تجريبية، بما في ذلك الكلوروكين، على 3200 مريض تم إدخالهم إلى المستشفى بعد إصابتهم بفيروس كورونا في كل من المملكة المتحدة وإسبانيا وألمانيا وفرنسا والسويد ولوكسمبورغ.
وأطلقت منظمة الصحة العالمية تجربة عالمية تسمى التضامن، تضم علماء في دول من جميع أنحاء العالم، لاختبار العقاقير التي تعمل بشكل فعال على مرضى كوفيد 19 ومن بينها عقاري كلوروكين وهيدروكسي كلوروكين.
وهناك منتجات دوائية متعددة لعقار الكلوروكين – والذي يتم تصنيعه من مادة الكينين التي يتم استخلاصها من شجرة الكينا.
ويحمل عقار الكلوروكين الاسم التجاري آرالينAralen ، بينما هناك منتج آخر وهو هيدروكسي الكلوروكين واسمه التجاري لاكيونيل Plaquenil، وهو أقل سمية ويسبب آثارًا جانبية أقل من دواء آرالين.
اسكاي نيوز عربية