- • وقف خليل فرح قدس الله سره ذاهلا متأملا وهو الشاعر والمغني والملحن الذي تجاوز عصره.. في سيرة المكان ومتأملا في مرتع الجمال الذي استشفه من دار فوز ومن تلك الفرائد التي صارع فيها كبار الفنانين والشعراء متنقلا من كونه شاعر ومناضل وصائغ للدرر..
• فخرج للناس بأعجوبة مضى على نظمها ما يقارب القرن من الزمان وما زالت صبية يانعة في حقل الأغاني ترتع مع الغزلان والأرام وما تزال تهوى اليها الأفئدة..
• ما هو عارف قدمه المفارق
يا محط آمالي السلام
في سموم الصيف لاحلو بارق..
لم يزل يرتاد المشارق..
كان مع الأحباب نجمو شارق..
مالو والأفلاك في الظلام ..
• متنقلا ببصيرة نافذة يناجي البلاد وأهلها؛
يابلادي كم فيك حاذق ..
غير ألهك ما أم رازق..
من شعاره دخول الماَزق
يتفانى وشرفك تمام
• متمتعا ومستمتعا بالجمال وفاردا بصره في جمال الغيد والصيد؛
مسرح الغزلان في الحدايق
والشوارع الغر والمضايق
قولي كيف امسيت دمت رايق
ودام بهاك مشمول بي النظام
• ثم يندلع بعذوبته التي ميزت اشعاره وناطقا بجمال نظرتها ومنظرها وحيرتها، وبتلك الرومانسية البديعة؛
الحبايب لفتو الخلايق
بيني بينم قطعوا العلايق
كان دلال كان تيه كلو لايق
نحن ما ملينا الخصام
• ثم ينعي روحه وحبه متأملا موكب حياته الماضي والقادم، ومتماهيا مع مصيره القادم في القريب؛
من حطامك انا غصني وارق
في شن خليت للطوارق
غير قليبا في همومو غارق
ولسانا بردو الكلام
• كان حرف الخليل نافرا وكان حسه وتعبيره متخطيا زمانه ومعاصريه من الشعراء، بجمال التعبير والمجاز اليه حينما يقول؛
في يمين النيل حيث سابق
كنا فوق اعراف السوابق
الضريح الفاح طيبو عابق
والسلام يا المهدي الامام
• أو حينما يترنم بهذا المعنى القريب والبعيد الجميل؛
من علايل ابروف للمزالق ..
من فتيح للخور للمغالق ..
قدلة يامولاي حافي حالق
بالطريق الشاقي الترام
…
• ما الذي استثار شاعرنا حتى استنطق المكان وغازل طرقه وشوارعه وبيوته وتدلى بالطريق الشاقي الترام..؟
• قصة خليلنا مع الفن عجيبة فهو لم يات اليه صدفة.. انما جأ متقصدا جميل الغناء متعلما ذكي النفس والروح جائلا في فضاء العمل السياسي والوطني، وشاعرا سابقا عصره بسنوات ضوئية.. فإذا علمت بأنه كتب فريدة نظمه فلق الصباح في معرض معركة أدبية انقسم فيها الشعراء موقفين مع وضد تعليم المرأة، ستعلم أي مشاعر حملها، وأي رؤى سابقة جيله بمراحل وأزمان.
• كان جزء من حملة القوى المناهضة للإستعمار.. وهاجم بالقصائد وتفرد بنظمها مباشرة وتورية ورمزية.. ومن تمام معرفته أن تستمتع لنحنا ونحنا الشرف الباذخ دابي الكر شباب النيل.. لتستبين كراهته للمستعمر.. وانحيازه الباكر لمشروع وطني ما لبث أن سار في ركابه عدد من الفنانين منهم ابن منطقته ومسقط راسه مولود صواردة عملاق فننا الحديث الراحل محمد وردي وان تعدلت خطواته.
• إن خليل فرح مضى صغيرا في سنه مصدورا شأنه شأن عدد من الفنانين الذين لمعوا في سماء الفن السوداني كالبروق الخاطفة مثل عبد العزيز العميري ومصطفى سيد أحمد ومحمود عبد العزيز، إحترقوا صغارا، لكنهم قد قالوا غالبا جملتهم الموسيقية كاملة ورددها الزمان من قبلهم ومن بعدهم وأعجزوا السامعين بإمتاعها وعمقها وغناها الذي يماثل العطر في إندلاقه فطوبى لهم.. ولهم محبتنا الدائمة.
…..
• كسرة؛
الزم محلك
المزيد من المشاركات