Take a fresh look at your lifestyle.

الى حامل القلم الذهبي وسيد صالات التحرير الصحفي في يوم مولده مع المحبة ../وائل محجوب

الى حامل القلم الذهبي وسيد صالات التحرير الصحفي في يوم مولده مع المحبة
..
“الصحافة يا بنت السماء ونزيلة الأرض.. ويا سِر التقدم الإنساني.. موقظة الأجيال من سبات الغفلة والجمود .. الصحافة هي النور المنبعث على سماء الفضيلة والملقي بدلائلها على أرض بسطتها أيدي العقول وفضاء دبجته يد العبقرية على طريق وعر وشائك لا تعبده المعاول ولا تصلحه البنادق”
التجاني يوسف بشير
……
• في مثل هذا اليوم.. خرج للنور سيد صالات التحرير وواحد من اساطين الصحافة والأعلام، وممن أرسوا بصبرهم ودأبهم وصفاتهم تقاليدها ومواثيقها وموضوعيتها وشرفها المهني.
• اليوم هي ذكرى مولد الأستاذ محجوب محمد صالح.. ابن بحري وابن السودان كافة.. الذي تميز طوال تاريخه المجمر بالبحث عن مكان له ولمن يهمه أمرهم جدير بالإحترام..
• والذي صنع مع فطاحلة حذقوا مهنة الصحافة وخاضوا في سبيلها رحلة الحياة بطولها وعرضها وصعابها.. وتربوا على ترك الصغائر ومجافاة الصغار القاصرين فلم يردوا على إساءات المسيئين.. ولم ينتبهوا لما يعيق خطوهم نحو الالتصاق بالقضايا الحقيقية لشعبهم.
• ولد محجوب صالح كما كان يناديه اصدقائه الخلص في مدينة بحري.. وهو من عشاقها وسكانها الذين عمروها بالمحبة وبخدمة الأخرين.. ومن مسافة قريبة خرج من حلة حمد الى حي الدناقلة وقت كان إسمه بحري في رعاية خاله.. بعدما توفى والده.. وقد شب عن الطوق صغيرا فرعى اخوته وأحسن تربيتهم بحسن تعليمه، وبإصراره على أن يتلقوا افضل العلوم لمواجهة الحياة، وذاك كان دأبه مع كل من كان تحت جناحه، فهو يدفع الناس دفعا للقرأة والتعلم ويفرحه إستجابتهم لذلك.
• ومضى لمشواره في الحياة مزودا بفكره، وقدرته الغلابة على مواجهة الصعاب، وبفكر ينميه يوميا بالقرأة والكتابة المتوسعة والمتنوعة.. فهو صديق دائم للكتب، وأقام لها في كل ساحات بيته وتجواله مساحة يخلو فيها لنفسه.
• إشتغل بالعمل الصحفي في بواكير حياته بعد فصله من الجامعة لإنخراطه في عمل سياسي مكلف في مواجهة الإستعمار البريطاني.. إذ كان وقتها من ضمن إتحاد طلاب الجامعة منتميا للفكر الإشتراكي، يوم أن كانت قلة من السودانيين تتحلى بفكرة التنظيم والعمل الجماعي ضد المستعمرين..
• وبعد فصله عمل لحين من الزمان بالصحافة منفردا حتى التقى بشريكي كفاحه في العمل الصحفي الأستاذين المبجلين بشير محمد سعيد ومحجوب عثمان الذين ماثلاه في إنصراف ذهنيهما عن الصغائر، وانتباههما للقيمة الكبرى لقيمة المهنية في الصحافة فاصدروا بلا رأسمال نقدي يعول عليه في الثالث من اكتوبر عام ١٩٥٣م صحيفة الأيام وتخاطفها الناس وصارت قبلة للقرأ، بخطها الذي ساق الناس نحو إستقلال السودان، وتميزت بالرصانة في طرحها وحافظت عليها، في كل عوادي الدهر، وكان هو محرر أجمل أبوابها كملك للسخرية أوان صدورها وكاتبا ومحررا.. إذ كان يحرر يوميات العاصمة وهو باب حرص عليه على مر تأريخها وعلى تقديم كتابه البارزين.
• مرت الأيام مؤسسته شأنها شأن كل المؤسسات الصحفية بمصائب تقلبات الأنظمة السياسية، وانتاشته هو شخصيا سهام الذين لا يحسنون قرأة التاريخ، ومن المغرضين في حملات استهدفت تزوير وقائع التاريخ، لكنه ترفع عنهم ترفع من أدبته الحياة وأحسنت تاديبه فلم يجاري حملات التنظيم الاسلامي، لا في الديمقراطية، ولا في دولة الإنقاذ بكتابها الجهلاء الاراذل وبطانة السؤ التي تتبعهم وتحضن بيضهم.
• تدرب هذا الكاتب الذرب في أعلى مؤسسات الصحافة على مستوى العالم، وعمل مع مؤسسات صحفية ذات صيت، وفي بواكير حياته تلقى تدريبا في ساحات الأمم المتحدة فتعلم كل ما يخص قوانيها وقواعدها، وعلم نفسه في الإقتصاد فما يبزه فيه أحد.
• وقد كرس للموضوعية في الكتابة وإنحاز طول عمره للمهنية الحقة، وحفظ للمهنة التي انتمى اليها حقوقها كاملة، وتحمل مشاقها برضاء نفس وبقدرة على تدبير فنون الحياة له ولعياله، فهو قد علم أي طريق طويل سيخوضه في دروبها.. وتكاليفها واضرارها.. وكان دوما عند الموعد.. ملتزما بما يقول وبما يعد ولم يخلف موعدا قط وما كان من الحانثين للعهد الجبناء، بل كان من فرسان اللغة وكتابها الذين يحسنون قيادها بالفكر السليم المستقيم.
• خلال عهد الإنقاذ قدر أن تصدر صحيفة الأيام فهو قد رأى وقتها ان الجهل الذي يفشى في المجتمع يلزم أن يكون للناس منبر للوعي، وقد عادته السلطة وسرقت عرق تلك المؤسسة بالإحتيال.. واكلت اموالها علنا، وحجبت عنها حتى حقها في الإعلان، ولاحقته ولاحقتها بالمحاكم والبلاغات التي يحررها صغار العقول فما عن طريقها منه ولا من مؤسسته المحصنة بالمهنية، سوى إرهاق دائم وطواف بنيابات الجرائم الموجهة ضد الدولة.
• ولم يكن ذلك يزعجه وطرقت تلك الصحيفة أعظم الأبواب حينما خاضت المعارك لجانب شعبها بفضل قيادته الحكيمة، فكانت هي الصحيفة التي أثارت جرائم دارفور ووثقتها وكان هو محور توجيه يومي للمحررين للإنتباه ومتابعة ما يحدث وبالتدقيق الحصيف في كل ما يخصها وموازنته، واغلقت الصحيفة من جهاز الأمن مرتين ولم يكن يحفل بل كان مطمئنا واثقا في خطوه، وعارفا بانها ستعود مهما فعلت السلطة.
• وقادته مواقفه الشجاعة والجسورة لنيل أعلى جائزة على المستوى العالمي.. وحينما صعد لتسلم القلم الذهبي من المنظمة العالمية للصحافة وهي الجائزة الأكبر على مستوى العالم في مضمار الصحافة.. وقد كان منشغلا حتى في خطابه في ذلك العرس الكوني الذي جمع نوابغ الصحفيين من كل الكرة الارضية بعكس قضية الشعب السوداني الذي يواجه البطش والإستبداد ولم يحدث عن نفسه.. وذلك من شيم الكرام العظماء.
• اما قصته مع تجربة حوار نيفاشا ستظل معلما لنا، فقد كانت كتاباته المتعمقة والتي حررها لاحقا في كتاب حول مشكلة الجنوب، مثار إهتمام الجميع، ولا عجب في ذلك بمن طاف الجنوب وخبر غالب مناطقه، وكان فاعلا في مؤتمر المائدة المستديرة رغم حداثة سنه وقتها، وكانت في ارائه الموضوعية تصويب لمسار التفاوض، وفي حكمته والتزامه المهنية والموضوعية ما يجعل أرائه مقصد اطراف التفاوض والشركاء والوسطاء.
• هذه مسيرة طويلة تتقاصر الحروف عن وصفها.. لكن من أجل ما اعطاه استاذ الأجيال للصحافة هي أجيال من الصحفيين أحسن الإعتناء بهم، والزمهم بمخالفة الهوى السياسي وبجادة طريق المهنية الصحفية.. وعرفهم بطريقة كتابة الخبر على النحو الصحيح.. وكيف يصاغ التقرير.. وكيف يتم الحوار وقواعده وكيف يتم صناعة التحقيق الصحفي، وهو في كل ذلك كان مدققا وموجها لسد النقص والقصور ومساعدا بالأفكار والمصادر.
• وهو يفعل ذلك بخبرة السنوات فهو الذي حاور الزعماء وقادة الدول والمنظمات الدولية.. وما زال حضوره بخبرته وحكمته مطلوبا في كل حين وسانحة.
• هذه كتابة المحبة للأستاذ محجوب محمد صالح سيد صالات التحرير.. من صحفي تخلو من الهوى فذلك باب عودنا أنفسنا عليه، فهو في مجال الصحافة هو معلمنا.. والأب الحاني على جميع من تربوا في كنفه أو قدر لهم العمل الى جواره.. فلك المحبة يا أستاذنا ومعلمنا.. وأدامك الله للناس وللشعب الذي شغفت به وهو يبادلك المحبة.
……
كسرة؛
الزم محلك

[contact-form][contact-field label=”الاسم” type=”name” required=”true” /][contact-field label=”البريد الإلكتروني” type=”email” required=”true” /][contact-field label=”الموقع” type=”url” /][contact-field label=”رسالة” type=”textarea” /][/contact-form]

شاركها على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.