Take a fresh look at your lifestyle.

في محبة الفن وأهله سيد المطربين وحبر الفن الاعظم.. ابو داؤود ……../وائل محجوب

في محبة الفن وأهله
سيد المطربين وحبر الفن الاعظم.. ابو داؤود
……..
• لا أحد يبلغ مقام فنان الأرض والسماء سيدنا عبد العزيز ابو داؤود بصوته المتفرد، تلك نعمته التي أحسن صونها ووزعها على الناس عدلا وبالتساوي، فقد غنى ومدح وانشد وتلى القصائد وردد الطرف، ومشى بصوته الهدار في بحر الأغاني كمن يلاعب طفله، قدرة وعلو كعب.
• كان سيدنا مغني العصور الهازئ المتمكن، شديد المراس، المثقف بالكلمة، والفاهم لمعانيها، المدرك لأبعادها، والمستسيغ لجوهر ما عناه ناظمها.. وصاحب الصوت الذي لا يجارى.
• جرب الإستماع اليه يستعيد ويستزيد بين جنائن الشاطئ لتدرك كيف يناجي ويحاور ذلك النص ويمد بصوته حبل الوصال للخليل، ثم إستمع اليه يغرد بذياك المنديل المنقوش جانبه لتعرف أنه ما ترك من متعة لفنان سواه.. انا أحرضك لتسمع أغانيه ولا أتحمل مسئولية تلك المخاطرة المكلفة.
• وقد وقع الغناء فغنى بالكورس والرق، كما امسك بعنان الاوركسترا، فما درى أحد من العازفين كيف تدرك الالات الموسيقية صوته الشاهق، ولا كيف تلحق حسه العالي بكل حرف ينطقه ويستنطقه، ويحيله لظل من ظلال الجمال يسحر به خيال السامع والمتلقي وتلك من شيم المغردين العظام، والفنانين ثقال الوزن الذين يخلدهم التاريخ.
• وكان من عجائب فناننا العظيم انه ضبط ايقاع عصر كامل بكبريتة يطرق عليها، ويمكن ان يحي بها جلسة مع حبانه واصفائه حتي يسفر الصباح عن نوره بل حفل كامل، اما إذا كان معه صديقه محمد خليفة العطبراوي “هذه تقدمة لأنني سأكتب عنه وها قد علمت”، فسيكون بمقدورهما معا ان يرتلا الغناء شدوا وترتيلا، إعادة وإستزادة وصدحا يلامس السماوات تحليقا، وهما من خلاصة قدر الله لأهل السودان أن ينعما بها، وقد أحبهما الناس واكرماهم.
• تنقل ابو داؤود في حياته من بربر لعطبرة، في عمله أول حياته بالسكة حديد، ثم جاء صغيرا يافعا قاصدا اطلاق طاقته الحبيسة في الفن في اربعينات قرننا المنصرم ولإجازة صوته بالإذاعة يوم أن كانت تجيز الأصوات، فأدرك عصر الحقيبة وفنانيها، وكان منهم وفاقهم لمعاصرتهم بما امتلكه من موهبة عصية وقدرة على التطريب، وكان مهيبا ولا زال، إذ ما من أغنية سمعتها منه، إستطعت سماعها من غيره.
• ثم توسع في استكشاف صوته الفريد، وهو الذي حفظ القران ورتله فحذق من معاني اللغة الكثير، فأطلق طاقاته في كل إتجاه، هل سمعته يردد مدحة، إذا لم تفعل فأعلم انك ما سعدت بذلك الدفق الروحي الذي يريح نفسك ويكشف لك عن جمال لم تستكشفه بعد.
• ثم تجول بين الأغاني كما يفعل صياد حاذق، فتارة يغني بالفصحى فيعجز أقرانه، وتارة يعيد تقديم فريدة من فرائد الحقيبة فتصبح ماركة مسجلة، وتارة يغني للتاكسي الجوي فيتدافع الناس نحوه، وتارة يستدعي أغنية نسيها الناس ويعيد احيائها.
• عبد العزيز داؤود هو فنان يتجاوز صوته الزمان.. شأنه شأن العظماء الخالدين من الفنانين، وكان من لطفه وتلطفه فكها موزعا للنكات لجمهوره ولكل من يصادفه حاضر البديهة وساخرا تجري النكات على لسانه وهي من حكم الساخرين الكبار، حتى صارت تنسب اليه نكات لم يقلها، اطلقها قائلها ونسبها اليه املا في وصل عالي المقام الذي لا يدانيه في التطريب فنان ولا يقاربه.
• استمعوا للفنون.. أحبوا الفنانين وأعلموا أن لديكم فن عظيم، وموسيقيين من النادرين وحبر أعظم أسمه عبد العزيز محمد ابو داؤود.. غنى وأطرب وشدت مع صوته بلابل الدوح وكان مطربها وكان هو من عشاقها.
…….
كسرة؛
ارخي جسمك
…….
كسرة تانية؛
الزم محلك

شاركها على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.