مفهوم الأزمة بدا بالعلوم الطبية عن اليونانيين القدامى بمعناه القديم أي نقطة تحول المريض اما للأفضل او الأسوأ خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا ثم انتقل الى العلوم الانسانية بما فيها السياسية والنفسية والاقتصادية وغيرها.
فالأزمة تؤثر على التوتر والحيرة ومضاعفة المسؤولية داخل المنظومة وتحثنا على وضع الاستراتيجيات والخطط والبرامج والتعامل مع ماحدث وماقد يحدث لاحقا الا فإنها ستنعكس على الجمهور الذي تتعامل معه وما يترتب عليه بعد ذلك من هشاشة او قوة مسؤوليتك وقبولك كشخص قائد لهذا الجمهور.
ومن هذا يأتي الفرق الكبير بين الشخص القائد والزعيم الحقيقي في فن و ادارة هذه الازمات وتوظيفها لمصلحة شعبه والتعامل مع الاحداث ووضع بصمة في تاريخ الشعب باكمله.واما ان يضع بناء شامخا لهذا الشعب او يهدم .
فكل الشعوب التي ادارت ازماتها بواسطة منظومة علمية واختارت الكفاءات في كل مجال نهضت وكانت اصلب عودا غير التي اعتمدت على التصدي المرتجل والتعامل بطرق غير مدروسة مع بؤر الفساد والصراع والتوتر ما ادى الى ضعف تلك الدول وتفككها.
نحن في السودان نعيش في ازمة حقيقة خلفها نظام دكتاتوري اعتمد في ادارة البلاد على مجموعة عصابة كرست التمكين لأجل بقاءها فسلبت قوت الشعب واستقلت عاطفة الشعب السوداني المتدين بالفطرة في استخدام عبارات الدين في اقناعه وتقييم كل ما يخالفهم بانه كافر ولا يريد للدين العلو والرفعة.
وفى ظل الازمات تشعل الاذهان بالفكر والابداع وتطرق فضائيات بكر تنبئ بمرحلة جديدة من تاريخ الشعوب اذا تم تحليل الازمة بصورة سليمة للخروج منها باقل الاضرار
وباختصار نحن في السودان نعرف سبب الازمة الحقيقية ويكاد كل الشعب يعرفها تماما فقد خلصنا من معرفة السبب وتبقى لنا التعامل بحزم مع كل من يضر بالاقتصاد السوداني وتفعيل قوانين رادعة وبخطوات اسرع فالأمر لا يحتمل التباطؤ .
تسريع عملية السلام ايضا لان بناء الاوطان لا يمكن الا في وجود الامن.
يجب ايضا التعامل بحزم مع كل من يتواطأ مع النظام الفاسد من خلال موقعه الوظيفي ومحاسبته فورا
ويجب ايضا ان يكون لدى القيادة بعد نظر بعد ان تسير الأزمة الى التلاشي بالمتابعة بكافة جوانب الضبط والحزم وتثبيت القوانين الامر الذي لا يسمح بظهور او تجدد تلك الأزمة او تجعلها قادرة على الظهور مجددا .
قد تكون مشكلة السودان اكبر بكثير من هذه الحلول البسيطة المتمثلة في معالجة اسباب الازمة الاقتصادية المسببة بواسطة النظام السابق ولكن سينحل جزء كبير من الازمة طالما ان معظم اسباب الازمة كانت بسبب حكم تلك الفئة الفاسدة.
كاتب المقال: حامد مبارك