• إذا أردت ان تعلم كيف يجود الموسيقي صنعته إستمع لهذه التحفة الخالدة.. أسمع إشتغال الموسيقى وحوارها مع النص الشعري وصوت المغني.. • إستمع لتقاطعها مع الزمان لتدرك معنى الخلود.. الذي صنعه الفنان المجيد المجدد محمد وردي.. فخلد نفسه بإبداع لا يطال ولا يدانيه أحد.. وصار صنوا للعبقرية.. فهو بديع زمانه الذي لا يتكرر. • أحدث وردي صدمة للوسط الفني حينما قدم من صواردة التي جاء منها الخليل.. بصوته الفرد الفريد.. وأزعج الفنان الذري ابراهيم عوض ملك زمانه “وبالطبع ستتوقع انني سأحكي عنه”، حينما استلف منه اغاني حتى تمنى لو لم يغنيها. • وما لبث أن انطلقت موهبته وتجول في البساتين كعاشق مستهام ما بين اغنية وطنية حفظها الناس ورددوها للاستقلال.. وأغنية تمجد ثوراتهم فما من ثورة لم تجد في صوته ساحتها.. وهو الفنان الذي حبس بسجن كوبر جراء موقف سياسي.. فهو يساري الهوى.. وهو الذي أبدع الغرائب فمثلا تعال واستمع لمقدمته الموسيقية للود.. لتدرك تلك العظمة التي صنعها الفنان المجدد فريد عصره وزمانه. • جاء وردي كما ذكرنا من قبل من صواردة.. مجرد شاب صغير ومعلم في المدارس.. لكنه علم شعبا بأكمله حسن السماع والإستماع للموسيقى.. إذ أن المقدمة الموسيقية هي من فعال الفنانين العظام الذين يقيمون عظمة النص.. فيقدمون له تلك التقدمة التي تطلقه في سفر الخلود.. فلا يعود له قبل ولا بعد ولا يفوقه فائق. • ترعرع وردي وهو يتغنى بأشعار اسماعيل حسن التي يعشقها غالب الناس.. تلك الأغاني العاطفية الواضحة والمباشرة.. وهي من جمالها كأنها تمشي على الأرض تجسيدا لجمال الأغنيات العاطفية.. • وكانت ثنائية فريدة.. فاستمع يا رعاك الله لتلك الأغاني وستجدها.. ثم إستمع له وهو يردد الريلا.. فما تدري الى اين يقودك بالبهاء المرسل في مجرى الزمان.. هل تعلم الى أين يقودك.. هو يضعك على نهر الخلود. • جدد فنانا العظيم الذي لا يتكرر محمد وردي الفن مرة وللأبد.. وإنتصر للتجديد في الموسيقى واختيار الكلمات.. ورفع النص الشعري لمستوى غير مطروق من المغنين.. بل هو صان جمال الحس والوجدان.. وكيف لا يفعل وهو الذي تغنى لسليم الذوق.. • كما غير مسار الفن بالألحان وبإختياراته للكلمات وبالقدرة العصية على اختيار النصوص التي تذوقها وصارعها بالموسيقى فغلب عليها بالقدرة العالية وطوعها.. وامتلكها ودرجها بالمقدمة إذا اقتضى الأمر.. وبدخول اللحن الصادم يحمل ترنيما لأغنية فيختطفها السامع تصور انها مثلا تلك الفريدة.. من غير ميعاد التي صاغها شاعر الدرر والفرائد التجاني سعيد.. • وإذا لم يصادف ذلك هوى بنفسك فإستمع له وهو يجري مقدمة الود تلك.. فترى كيف جال وردي بالنصوص وتفرد في زمانه بتجديد الأغاني ومضى بها لغاياتها العليا وسماواتها غير المطروقة. • إذا تصور أحد أنني سأكتب له عن وردي بإحاطة فهو قد أخطأ فهي إشارة فقط.. أبحث لتجد مواطن هذا الجمال وحسبي أني ساعطيك منه نموذجا للقدرة البارعة وللتفرد ولكل الإبداع.. هذه محض لمحة من الجمال. ……. كسرة أولى؛ أرخي جسمك ……. كسرة؛ الزم محلك