Take a fresh look at your lifestyle.

عاشق الهلال د/ عبد المنعم أبوشنب..أنا أبكيك للذكرى”والى الدين”جلاد الحراس ومعشوق الملايين

 أنا أبكيك للذكرى”والى الدين”جلاد الحراس

ومعشوق الملايين 

د/ عبد المنعم أبوشنب(عاشق الهلال)

أنا أبكيك للذكري وللعهد الذى ولى.. والى الدين

محمد عبد الله ..جلاد الحراس ومعشوق الملايين

هلالي يهوي المجد ويعشق التفرد

… ومساء الترقب والانتظار يطرق باب الدخول معلنا عن قيام حدث عظيم يحدث مرتين في العام ..كان هذا المساء في يوم خالد من أيام العام 1996 و كان هذا الحدث هو لقاء القمة هلال الأمجاد مع مريخ أم درمان وكان نجم الليلة بلا منازع هو ابن الحوش والي الدين محمد عبدالله اختياري في هذا المساء للبوح الشفيف واستنطاق ذكري الإبداع . والي الدين النحيف الحريف جلاد الحراس الذي انسرب حبه نسما في دواخل كل هلالي يهوي المجد ويعشق التفرد ..ومن هذه المبارة بدت رحلة الألق التي طافت كل مطارات الدنيا ووضعت حدا للندية الكذوبة المزعومة بين الهلال والمريخ فقد فعل الفتي الأسمر النحيل الأفاعيل بدفاع المريخ وما زال صوت الرشيد بدوي عبيد يرن في أذني ( والي الدين يا سلام عليك يا والي الدين الضو قدم الخير مرة منو عمر عطا مرة منو حبني مرة منو .. هو والقون هو والقون) ووالي الدين يتضرع وسط دفاع المريخ وينثر الرعب ويحيل ملعبهم إلي جحيم وأشاهد بعيني لاعبي المريخ وهم ينزوون خلف زملائهم خوفا من هذا المارد الأسمر الذي تفنن في تأديب المريخ واضعا إياه في موضعه الطبيعي فريقا مثله ومثل الأندية التي تنافس الهلال أملا في البقاء في الدرجة الممتازة.. وانتهت المبارة بفوز الهلال بهدفين لا شيئ للمريخ لم يحرز فيها الوالي الغالي هدفا ولكنه صنع أهدافا من المجد والسؤدد للهلال ..وعشنا مساء ناضرا ملونا بزهر البنفسج و أمل التفاؤل بهلال جديد في ظل وجود الظاهرة الكروية النادرة والي الدين.. ومن ذلك الوقت سارت أيامنا لبنا وشهدا وماء صافيا وطموحنا يعانق الثريا بهلال والي الدين.. ولم يكذب الفتي تفاؤلنا ولم يخيب ظننا فصال وجال أسدا في ميادين الرياضة ناثرا من إبداعه فنونا من قدمه السحرية ورأسه الذهبية التي طالما لدغت الخصوم في خفة وسلاسة و شريكه في التميز أنس النور يعاونه ويتقاسم معه النجومية والإبداع .فقد كان والي الدين قاتلا باردا يآنس خصمه قبل أن يرديه مواطن الهلاك .وفي هذه الفترة أصبح والي الدين حديث المجالس يتحدث عنه المريخاب في مجالسهم خفية بإعجاب قبل أهل الهلال ولكنه إعجاب الحقد والخوف والهلع ..وإن أنسي لا أنسي مباراة الدورة الثانية في ممتاز 1996 التي فعل فيها الوالي الغالي فعل السحرة الهنود وفيها كربج الهلال المريخ بأربعة أهداف من نصيب زاهر مركز و سانتو وأنس النور والوالي الغالي ..وعندما ضاق الأمر بأحبتنا في المريخ ووجفت قلوبهم تلفتوا يمينا وشمالا أملا في معجزة من السماء تقيهم شراسة هذه الليلة التي حلت بؤسا وكآبة عليهم ..وحدثت المعجزة بين لفتة عين وانتباهتها وظهر زيكو حاملا الكرة رافضا مواصلة المباراة محتجا علي ضربة جزاء صحيحة مية المية عندما عرقل دفاع المريخ والي الدين في منطقة الجزاء وصاحت الجماهير كبركان انفجر لهبا ( ما دايرين ما دايرين إلل تطلعوا والي الدين) …وكانت هذه الحادثة هي أبرز حدث في ذلك العام وبذا يكون زيكو قدس الله سره قد أنقذ مريخه من هزيمة بجلاجل كانت ستير بها الركبان إلي الآن لأن الوالي الغالي قد قام بفتح شوارع معبدة مسفلتة في زمن لم تنتشر فيه ثورة شوارع الظلط التي عمت السودان فقد كان الوالي مهندسا بارع تخرج في جامعة الهلال وتخصص مهندسا معتمدا لتخطيط دفاع المريخ …وكان الوالي قاذفة اللهب التي أصابت كل الأندية في مقتل ولا أنسي أبدا هدفه في ضلع القمة الثالث فريق الموردة العريقة صاحبت شعار الموردة بتلعب. فقد كانت ملحمة كروية رهيبة جمعت بين عملاقين في القوة والجسارة و كانت مباراة متكافئة هجمة هنا وأخري هناك وفرض دفاع الموردة حصارا رهيبة علي الوالي حتي جاءت غلطة الشاطر من المدافع المتميز محسن سيد الذي أرجع كرة قصيرة لحارس مرماه عندما هجم عليه الوالي بغتة فأرسلها في رعب للحارس ولكن لم يدر بأن صاروخ الوالي له بالمرصاد فأسكنها الشباك وانتهت المباراة وتناولت العشاء فقد آليت علي نفسي ألا أتذوق عشاء والهلال بدرا في سماء الدوري فإذا انهزم لا قدر أعلل نفسي بالماء القراح تماما كفتية جرير في قصيدته التي يقول فيها مصورا حال أطفاله الصغار ( تعلل وهي ساغبة بنيها بأنفاس من الشبم القراح ) وأعود إليك ملك القلب وبلسم الفؤاد سنا الروح وأليفها معشوق الملايين والي الدين فقد كنت الأمل العظيم الذي حطت نسماته علينا وأنا في ذلك الوقت في جامعة وادي النيل طالبا بكلية التربية مفتونا وموزعا قلبي بين ثلاث زهرات منحن العبير وأدخلنا السرور أولها زهرة السوسن هلال الشموخ وثانيها غناء أحمد المصطفي الذي ورثته من والدي الراحل له الرحمة والحبيب ابن الشرق زميلي في كلية التربية الأمين أبوطاهر بعوده الفخيم يعزف وأنا أدندن لي غرام وأماني في سموك ومجدك عشت يا سوداني والهادية راضية وسهران الليل والحببب ابن عطبرة الزميل الرائع عمر الضمري يدندن معي أما ثالثة الأثافي فكان تلقي العلم ذلك الهدف الذي من أجله جئت إلي عطبرة حاملا شنطتي الحديدية وعزما بين الضلوع لتحقيق مبتغاي في العلم النافع والحمد لله لم أشغل نفسي ( بساس يسوس سياسة ) ذلك السوس الذي نخر عظم السودان وفرق بين الإخوان . وفي مساء يوم خالد حضرت إلي دار الاتحاد علي عجل ووجدت عاشق الهلال الولهان ابن السيالة عمنا عوض كورة يرابط بالقرب من الدار فاستأذنت مدير الدار الذي كان مشغولا وطلبت منه التلفزيون لحضور مباراة الهلال والمريخ و حمله معي عمنا عوض كورة له الرحمة فسقط منا التلفاز وتكسر وعفت عنا إدارة الاتحاد ..و في نادي السكة حديد أكملنا الأنس وعشنا إبداع والي الدين….في نهار أحد الأيام وفي كافتيريا كلية التربية وفي ركن قصي اعتدت تناول الشاي فيه فركت عيني فجأة لأعرف هل أنا في حلم أو في يقظة ..و تلعثمت في سري يا تري الماثل أمامي أهو أم يخلق من الشبه أربعين وصديقي ابن الدامر ينفجر ضاحكا ويخاطبه يا والي الدين الجنا الصلوعابي ده من مجانينك وما إن سمعت هذه العبارة حتي ذهبت إليه في شوق معقول والي الدين شخصيا فكانت الابتسامة الحانية التي دلقها علي وجهي دليلا علي صدق ما توهمته وجاء والي الدين حينها إلي الدامر في زيارة قصيرة وضمنا المجلس نحن الثلاثة شخصي و الوالي الغالي وصديقي العزيز وكنا تماما كما قال بازرعة أنا والنجم والمساء ضمنا الشوق والحنين ..وبأدب جم انساب النقاش كنسيم يداعب صفحة الزهر راقي مهذب مؤدب في صوته خفوت وفي رسمه سكوت ولكنه هزبر عنيد عندما يرتدي الكدارة وينزل الميدان وتناولنا مواضيع عدة كان الهلال القاسم المشترك الأكبر فيها ووالي الدين ينثر درر الكلام ويداعب الحرف بقيثارة النظم تماما كما يداعب معشوقته المستديرة….. وتمر الليالي وتنداح الأيام و تتعاقب السنين ووالي الدين يصول ويجول في الميادين و في البطولة العربية وفي مباراة الهلال مع جبل المكبر الفلسطيني يتوهج القمر ويتدلي عنقود الثريا و تختفي شمس العرب ليظهر قمر والي الدين وأنس النور برأسه يحولها للوالي فيلعبها علي الطائر( دبل كك ) فشلت كل محاولات الحارس في صدها ويصيح المذيع ( مزاج سوداني رائع إيه ده يا ولد يا مبدع) وهكذا الوالي كالغيث تماما كلما وقع نفع….و في مباراة المريخ في قطر واصل هوابته المحببة في إعادة المريخ إلي بيت الطاعة الهلالي ….وجاء الوعد و جاء فارس إفريقيا الترجي التونسي بكل عنفوانه في مباراة الثانية عصرا التي تحدي فيها المرحوم الطيب عبد الله قرار المرحوم مجذوب الخليفة وأصر الطيب عبد الله علي رأيه فأقيمت المباراة التي سجل فيها الوالي هدفين رائعين سكب فيهما كل ما وهبه الله من وهبة حصرية علي قناة الوالي الغالي.
…أحبتي كما قال الفخيم السر دوليب لقد عشنا عهد أحمد المصطفي وأنا أقول له نحن قد عشنا عهد والي الدين….. وأيام بتمر ووراها ليالي وتقف الأيام لتوثق لقاء الهلالين السوداني والسعودي في المباراة التي أوقفت القلوب و سارت نحو الختام تعادلية بدفاع قوي من الهلال و هجوم مرعب من التوانسة ولكن كان القدر يخبي والدين. الذي استلم كرة مرتدة من دفاع الهلال و قابل عبد الله الشريدة مدافع الهلال السعودي وصاح المذيع والي الدين شرد من الشريدة وسجل الوالي كالعهد به هدفا أغلي من لؤلؤة بضة صيدت من شط البحرين وفاز الهلال وانتشي الكون بالجمال ..ولكن كل أول له آخر والحقد الأعمي والتشفي الحقير كانا كامنين في النفوس وقديما كان في الناس الحسد ..وفي المباراة المأساة دخل والي الدين أرضية الملعب ليروي نفسه أولا من رحيق إيداعه قبل معجبيه عندما أصابه الضو قدم الخير بغلظة وشدة وقوة ونزل عليه بكلتا رجليه وأرداه أرضا يتلوع كالملسوع فتم حمله خارج الملعب و نزل بديلا عنه خالد بخيت فأحرز هدفين انتهت عليها المبارة وكانت هذة رسالة للمريخاب فحواها الوحش يقتل ثائرا والأرض تنبت ألف ثائر يا كبرياء الجرح لو متنا لحاربت المقابر..وأذا سيد منا خلا قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول .وهكذا استلم الراية خالد بخيت من الوالي الغالي الذي أوصاه شرا بشباك المريخ.. ونعود للوالي الذي لم يكسب عافية منذ تلك الإصابة اللعينة التي حلت بقدمه النحيل ولم يكن أكثر المتشائمين يتخيل أن تلك الإصابة ستكون سببا في وفاته في ريعان شبابه الغض وشرخه النضير و سافر الوالي طلبا للعلاج في لندن وفي غيرها من المشافي وعاد للملاعب ولكنه لم يستمر طويلا وفي مستشفي القلب لفظ الوالي أنفاسه الأخيرة مودعا الدنيا ومن عليها.وما زالت ذكراه السنوية تنكأ مواضع فقده العظيم. والإن بعد هذه السنين الطويلة أهلي في الهلال من منكم تذكر أسرته التي ترملت بفقده بعد وفاة شقيقه أليس من كرم المروءة ونداء الضمير أن نسعد أسرة من كان سببا في سعادتنا آمل ذلك.. ومات الوالي و قبرت الموهبة وتيتمت الضربات الرأسية القاتلة واستراح حراس المرمي من الحمم البركانية التي كان يصليهم بها والي الدين.. ولكن ستبقي الذكرة متقدة إن شاء الله والوفاء حاضر لمن حمل الهلال علي كتفه سنوات عدة. لك الرحمة والمغفرة الوالي الغالي وهكذا الدنيا ..د/ عبد المنعم أبوشنب عاشق الهلال…

شاركها على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.