Take a fresh look at your lifestyle.

مدارات تيارات) ملف ثقافي أسبوعي يصدر كل خميس… أماني محمد صالح

(مدارات تيارات) ملف ثقافي أسبوعي يصدر كل خميس
وشعارها يمكننا ان نتفق بعشق…… ونختلف باحترام

ريبورتاح

تقارير

حوارات

إشراف /…أماني محمد صالح
..

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في العدد(109) من مدارات تيـارات…
نقرأ فيها
في المقـالات…
الأستاذ.. طارق يس
تأثير العقل على شخصية مصطفي سعيد في موسم الهجرة إلى الشمال
وحامد حبيب
يكتب عن ..الأدب الافريقي المعاصر.. ..

في القصـة
محاسن الجاك وقصة واقعية ممزوجة بالخيال..
عليـل..
وفي القراءات..
رؤية نقدية لاشارات الصايم في إيماءات الكون للأنا.. عبدالله عثمان أحمد (1)

ودكتور عزالدين ميرغني

يكتب عن..
جمال اللغة وتقنيات الوقفة مع قوة الفكرة في مجموعة شاذلي شقاق..

وفي الشعر عمر الصايم
ميْلادّ يَانع. من ديوان إيماءات الكون للأنا…
وأمل إبراهيم. خمسة أيام من البحر…
وفي الاقتياسات
الدكتور.. عمرو إبراهيـم..
والعاشرة مساء…

وفي الأخبار الثقافية..

إختيار فيلم إبرة وخيط ضمن قائمة الأفلام القصيرة تدخل المنافسة في مهرجان الظاهرة السينمائي بعمان…
وصدور رواية
الغراب الذي احبني للكاتب… بركة ساكن

مهرجان القاهرة للمونودراما وحضور سوداني..

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

*تأثير العقل على شخصية مصطفى سعيد*

بقلم… طارق يس الطاهر 

موسم الهجرة إلى الشمال للكاتب السوداني العالمي الطيب صالح، رواية لا تنقضي عجائبها، تأتيها من مكان تجد فيها العجب، تتناولها من كل زاوية تلقى فيها الثراء، تكرر قراءتها فتجد فيها شيئا جديدا مع كل قراءة.

هذه الرواية جاءت ضمن تيار روايات الصراع الحضاري التي تناقش العلاقة بين الشرق والغرب، بين الحضارة العربية والحضارة الغربية، وممن تناول تلك القضية رواية “أديب” لطه حسين، “وعصفور من الشرق” لتوفيق الحكيم و”الحي اللاتيني” لسهيل إدريس، وغيرها.

أجرى الكُتَّابُ جميعُهم – في هذه الروايات – صراعًا بين العاطفة والعقل، وقد غلبت العاطفة على الشخصية العربية ، لكن الطيب صالح في موسم الهجرة إلى الشمال جعل العقل مسيطرا على البطل، ومحركا لأحداث الرواية، بل نستطيع القول إن العقل كان بطلا من أبطال الرواية.

وهذا أسلوب انتهجه الكاتب مخالفا لما جاء في روايته “عرس الزين” حيث جعل الحب هو محور الرواية، وكان بطلها ” الزين رسولا للحب ينقل عطره من مكان لمكان” عرس الزين ص23

شخصية مصطفى سعيد كما رسمها الكاتب تخلو من العاطفة تماما، فلا مكان للعاطفة في حياته.
منذ طفولته فقدَ والده، ولم يتأثر، وربَّته أمه بشخصيتها الخالية من الحنان المعهود لدى الأمهات.
وعندما قرر السفر قرر وحده، دون مشورتها، فلم تحزن لفراقه، ولم تغضب لانفراده بالرأي، بل قالت له:” افعل ما شئت، سافر أو ابق، أنت وشأنك، إنها حياتك، وأنت حر فيها” ص27

يشير مصطفى سعيد إلى عقله كثيرا في هذه الرواية، وورد ذلك صراحة وضمنا في حوالي أربعة عشر موضعا من الرواية، فتارة يقول عن عقله إنه مدية ” كان عقلي كأنه مدية حادة ” ص33

المُدية هي السكين، وهي في لغات بعض العرب، ولا توجد لدى بعضهم، وقد وردت عن أبي هريرة تعقيبا على حديث سليمان عليه السلام، واختلاف المرأتين في أمومة طفل : ” قال أبو هريرة: واللَّهِ إنْ سمعت بالسكين إلَّا يومئذ، وما كنَّا نقول إلّا المُدْيَة”.

قلت تارة يسميه مدية، وتارة يقول آلة، و” آلة صماء” ص32 وتارات يقول عقل، فكان كما قال في وصيته للراوي: ” إنني أعرف بعقلي ما يجب فعله ” ص 7

لا عجب فإن الحصيف يدرك قدراته، ويوظِّفها، فكذلك كان مصطفى سعيد، وهو يقول: ” كان سلاحي هذه المدية الحادة في جمجمتي ” ويردف : ” وفي صدري إحساس بارد ” ص30 كناية عن غلبة العقل على شخصيته، وخلوه من القلب والعاطفة، فيوظف عقله الذي “يقطع في برود وفعالية”ص26

ويجد الكاتب لبطله مبررا، حينما يقول على لسان أحد المحامين في المحاكمة المشهورة: “مصطفى سعيد يا حضرات المحلفين رجل نبيل استوعب عقله حضارة الغرب، ولكنها حطمت قلبه” ص36، و ” ومضى يرسم صورة لعقل عبقري دفعته الظروف إلى القتل” ص36.
ولكن الحقية إن هذا البطل منذ نشأ، فقد نشأ بعقل دون قلب.

هكذا كانت تعاتبه مسز روبنسن – وهي التي استقبلته في القاهرة وأكرمته، وتابعت دراسته فيها، ووقفت مودِّعة، تبكي، حين سفره بالباخرة إلى لندن، وواسته في المحاكمة، وتابعت أعماله وكيلةً له في لندن، وأغدقت عليه من العاطفة والحنان الكثير- “ألا تستطيع أن تنسى عقلك أبدا ؟!” ص32

وكتبت في رسالتها للراوي: ” كان لموزي عقل عبقري، لكنه كان متهورا، كان غير قادر على تقبل السعادة أو إعطائها” ص149 هنا جملة محورية لخَّصت صراع العقل والقلب في شخصية مصطفى سعيد.

كذلك – بسبب عقله المتحكم في عاطفته – كانت علاقته بالأماكن، فلا ينتمي لمكان، فكل البلاد لديه جبالٌ تتفاوت أحجامها:
“ففكرت قليلا في البلد الذي خلفته ورائي فكان مثل جبل ضربت خيمتي عنده، وفي الصباح قلعت الأوتاد وأسرجت بعيري، وواصلت رحلتي، وفكرت في القاهرة – ونحن في وادي حلفا-فتخيلها عقلي جبلا آخر…” ص 28 ، “كان كل همي أن أصل إلى لندن جبلا آخر أكبر من القاهرة” ص 30

تبدو في كل مواقف الشخصية، وفي كل صفحات الرواية سيطرة العقل، ويقابلها خلوه من العاطفة ، فهذه مسز روبنسن بكل مواقفها التي فعلتها تجاهه ورغم حنوها وعطفها عليه : ” وتحنو عليّ كما تحنو أم على ولدها ” ص 30 فكانت تبكي عند سفره ، وكان هو يصف نفسه في تلك اللحظة : “إلا أنني لم أكن حزينا” ص30

جملة أخرى تثبت خلوه من العاطفة، حين قال: ” لم أكن أحس تجاههم بأي إحساس بالجميل، كنت أتقبّل مساعداتهم كأنها واجب يقومون به نحوي” ص27

هكذا كان العقل مسيطرا على شخصية مصطفى سعيد، ومتحكما في أحداث الرواية، يفرض وجوده على صياغة المواقف وكان لسطوة العقل دور كبير في كل ما صادفه البطل من مآسٍ.

وأثَّرَ كذلك على بقية الشخصيات، حين أصابهم ما أصابهم، لا لشيء إلا لصلتهم برجل لا يُعلِي من قيمة شيء، كما يُعلي من قيمة العقل، وهو نفسه كان ضحية لعقله المتحكم، فالإنسان عقل وقلب، ولكلٍّ منهما وقت يتسيَّد فيه، فلا يُستعمَل العقل حيث يتطلب الأمر قلبًا، ولا يأخذ القلبُ دور العقل، فلو طغى أحدهما على الآخر، هنا يكون الخلل ، وتكون الكارثة، ربما هذه هي جزء من الرسالة التي أراد الطيب صالح إيصالها للقراء من باب التطهير من الفعل المشين.
ــــــــــــــــ
الدراسة أقيمت وفق الطبعة الثانية للرواية دار العودة- بيروت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Tyaa67@gmail.com**

💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

 

_
الأدب الإفريقي المُعاصِر”
 برنامج اليوم الأول(١٥سبتمبر-
* شهادات
———
بقلم: حامد حبيب_مصر
*(رابطةُ المثقفين الأفارقة…..
والتعرُّف على الأدب الإفريقى)

بدأ اهتمامى بالادب الإفريقي منذ أكثر من عشر سنوات ، وبعدها بقليل حدث تآلفٌ بينى وبينَه
عبر عدد من الكتب والترجمات التى تناولته ، فحلّقت فى أجوائه ، فى نيجيريا والسنغال وتنزانيا وجنوب إفريقيا وغيرها ، وعدتُ من تلك الرحلة بكتابات نقدية قدمتُها عن القصة القصيرة والرواية
فى إفريقيا،وقد تناولت فى مجملها أهم القضايا التى شغلت أدباء إفريقيا خلال العقود الماضية، والتى دارت حول التمييز العنصرى والبطالة والفقر،
ثم حانت الفرصة الأوفر بدخولى عالم “الفيس” وتواصلى من خلال صفحاته مع مجموعة من أدباء إفريقيا ، حيث كان شغلى الشاغل طلب صداقات وقبول صداقات مع أدباء القارة ، وكانت البدايات
بترجمة أعمالهم إلى العربية، لمن لايتحدثون العربية، واستطعت التعرف على أدب الشمال الأفريقى بشكل أفضل ، فتوافرت لدىّ نصوص فى الشعر والأدب ، وكذا الدراسات النقدية التى جعلت المسافة فيما
بيننا أقرب من أى وقت مضى.
وكانت أكبرُ الفُرص وأثمنها حين فكرت فى تأسيس”رابطة المثقفين الأفارقة” والتى من خلالها تعرّفتُ على الشاعرة والمبدعة السودانية (أريج محمد) ؛ وحين طلبت منها أن تتولى مسؤولية المجموعة، وكانت موافقتها بداية الطريق الصحيح للتعرّف أكثر على المناخ الأدبى والأعمال الأدبية
بل وأخبار الأنشطة الأدبية المتنوعة من ندوات ومطبوعات فى كثيرٍ من دول القارة ، وبالفعل استطاعت(أريج) أن تتيح لنا وأكثر ماكنا نأمله فى هذا الشأن ، وأن توفّر لى ولغيرى هذا الزخم من الأعمال والأخبار الأدبية، وإن تقفز _نتيجة لجهودها المستمرة والمتميزة _ بأعضاء المجموعة إلى نحو ثلاثة آلاف عضو فى فترةٍ وجيزة.
والان ، وقد مرّ عامٌ على تأسيس الرابطة ، كان علينا أن نحتفل بهذا الإنجاز ، وكان علينا _ أيضاً_ أن
نحتفى بالسودان لامريَن :
الاول : هو أنّ الشاعرة السودانية الراحلة ( مىّ يوسف الحاج ) الذى يحمل المؤتمر الأول اسمها، كانت بداية تعرُّفى على الأدب الإفريقى من خلال
ديوان “شقَّى الرّحى” الذى أهدته لى أثناء مناقشتى إحدى المجموعات القصصية بقصر ثقافة العاشر من رمضان ،تلك المدينة التى كانت تعيش فيها الأديبة..
وكان هناك فيما بيننا مشروع مشترك انتوينا عليه ، خاص بالعامية االسودانية ، حيث كانت ستمدنى بمفردات وتعبيرات منها بخصوص بحث كنت أعدّه عن العامية.
الثانى: هو أنّ الشاعرة (أريج محمد) من السودان، وهى التى حملت على عاتقها ، مسئولية إدارة الرابطة ، كأحسن ماتكون الإدارة.
كما أقدّم الشكر لكل من الشاعر (محمد فكرى) بقصر ثقافة العاشر من رمضان _مصر ، على تلك السيرة الذاتية للأديبة الراحلة (مىّ يوسف) ، والصديق الأديب والناقد ( مجدى جعفر ) الذى قدّم دراسة
نقدية عن ديوانها

💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

عليل… محاسن الجاك

تجري المركب على صفحة النيل متارجحة يمنةً ويسرى…
الصبي جالس في مقدمتها يتأمل هدير البحر وامواجه المتلاطمة…

كان يسرح بخياله مع كل موجة، يتابعها بشغف..
إلى اين تصل ياترى ؟
هل ستبلغ مبتغاها ام ستذوب في موجة اكبر وتبتلعها ؟
هل ستنجح ام تكون مثله مهدودة القوى كثيرة العلل والمرض كما حاله هو.

يركب هذه المركب بصورة دورية للذهاب إلى المستشفى لمقابلة طبيبه فهو مريض بمرض مزمن يتطلب العلاج الدائم

على حين غرة يهتز المركب بعنف …
وتاخذه موجة عااالية وتلقيه منكفأً على وجهه.
يغوص الصبي هنيهة داخل الماء.
يقاوم التيار ويحاول بجهد جهيد الطفو ….
وحينما ينجح يرى منظرا افزعه…
آخر طرف من ثوب امه آخذ في الغرق داخل اللجة..
كانت تبعد عنه بامتار.
سبح بسرعة رهيبة

امسك طرف الثوب في آخر لحظة …
كانت هي تحاول التخلص منه في هذه اللحظة .. وفعلا نجحت في ذلك … ولكنها غطست عميقا.
تبعها الفتي مع انه لايجيد مهارة الغطس ولكنها امه.
كتم نفسه ونزل ورائها.
امسك بطرف الفستان …
جذبها نحوه واحتضنها…
عاكسه فستانها الممتليء بالماء كالبالونة.
لم يتردد في تمزيقة.
احتضن امه بيد وأصبح يقاوم الماء باليد الأخرى وهي شبه مغمى عليها .
حاولت دفع نفسها للأعلى لكي تساعده ولكنها لم تستطيع …
أصبحت ثقيلة على ذراعه…
في اللحظة التي خارت فيها قواه صادفه جزع شجرة فارتكز عليه ورفع والدته عليه.
صار يدفع الجزع بيديه العاريتين رغم الجروح والألم ولكنه لم يهتم.
اوصلها بر الأمان واستلقى بجانبها مهدود القوى.
يكاد يتنفس بصعوبة ..
انتبه إلى أن امه شبه عارية حاول خلع قميصه ليكسيها ولكن احد الحضور خلع جلبابه سريعا وغطاها..

عندما آفاق إلى نفسه عرف ان هذا الجسد النحيل العليل يمتلك قوة أسد هصول….

يعلم في قرارة نفسه ان الحياة لن تهزمه بعد الآن ابدا

✒️ *محاسن الجاك*

💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

 

رؤية نقدية لإشارات الصايم في إيماءات الكون للانا
م. عبدالله عثمان أحمد
(1)
في البدء لا بُدً من مدخل جمالي فلسفي للمشهد النقدي العربي الحديث الذي ينفصل عن التراث تارة ويتصل مرة اخرى، ويغترب عن هويته، ويخلع جلبابه ويرتدي عدة أقمصة موضوية تجعله متعدد القياسات.
المشهد النقدي العربي تأخر مع غياب، أو اضمحلال المشهد الفلسفي العربي الذي انزوي في قاعات الدرس الأكاديمي كمناهج تاريخية؛ مما جعل العقل العربي المعاصر مستقبل غير مرسل لإنتاجه الفلسفي الجمالي، فنجد استقباله للمدارس الفلسفية الجمالية كما هي؛ ليتمسك صاحب الدرس الأكاديمي بما درسه عنها، فنجد المدرسه الكلاسيكية في تمسكها بالشكل، وعكسها الرومانسية في تهشيمها للشكل واطلاق الروح، وهكذا انتقل صراع المدارس في أوربا والذي انتجتة مجاميع استخلصت من تجاربها الإبداعية قواعد جمالية وهذا يثبت ان المنجز الإبداعي في الفنون والآداب يسبق النقد الأدبي والفني، ونجد أيضًا تواصل تدفق علم الجمال الغربي في نهاية القرن الماضي مثال البنيوية، فهي ترفض ما سبقها وتركز علي الجوهر الداخلي للنص ودراسة بِنيته وإن النص الأدبي مادي ومنغلق علي نفسه، أي ترفض أي بعد للنص في محيطه، اجتماعي، تاريخي، نفسي. وهو مادي قائم علي اللغة من جمل وكلمات.
أما الاسلوبية فهي تهتم باختيار الألفاظ وتأثير النص في المتلقي، أي ترتبط بعلم اللغة واللسانيات، ونجد شارلي بالي يقول إن الأسلوب هو الانحراف عن المعيار الذي الذي يتطلب الصحه اللغوية فقط وتجاوزها؛ لاضفاء ظلال وألوان على الكلمات في النص، والأسلوبية تدرس النص علي المستويات الأربعة، المستوي الصوتي، والمستوي الصرفي، والمستوي النحوي والدلالي
وأمّا النقد الثقافي وهو معاصر ويركز علي فكرة النسق والتي استندت علي تصور بنيوي للثقافة، فالنسق يتكون بفعل التراكم ويستخدم نقاد الثقافي جميع ما أنتجته المدارس الفلسفية، والنفسية، والاجتماعية، والسياسية، وغيرها.
هذه المقدمة قصدتُ بها الإشارة إلى أزمة العقل العربي في النقد الأدبي والفني في القطيعة أحياناً، وفي محاولة تعريب التجارب الغربية وعدم التلاقح المنتج عبر الفلسفة العربية التي يتأخر مشهدها، وتستقبل مستغربة دون هضم وإنتاج جديد بل دون تحصين مسبق لوجود فراغ فلسفي جمالي
لعل هذا المدخل يعينني على القارئ ويحررني من تطرف المذهبية التي لا تعترف بالآخر أو لا تشاهده إلا من زاوية مذهبها، وهذا ماهو سائد فنجد الناقد الذي درس أكاديميًا الكلاسيكية وتبناها وهو يطبقها علي الجميع وإن اختلفوا معه وهكذا يتبني الآخرون مناهجهم

* مدخل لنصوص مجموعة إيماءات الكون للأنا
الاهداء.. إليك جدتي السيدة بنت محجوب لروحك التي لامست الكون برهافة .كأنك متكئة الآن تهدهدين قصيدتك في صمت يتبرعم الشعر في شفتيك وتزهر رؤيا الحياة.
استوقفني ازدحام الإهداء بالإشارات، الجدة التي تعني الكثير في ثقافتنا الشفاهية وتمثل عمقًا تراثيًّا لا ينضب فعلمت أن الصايم تشرًّب من معين تراثي بشاعريّة الجدة، ومحيطها الدافئ وقادتني هذه الإشارة إلى الصايم الروائي؛ فلقد تشرّب باكرًا بسرد الجدة وقصص وأحاجي المجتمع السوداني، وكم تنسكبُ في شاعرية من فم الجدة!
وكثّف في جملةٍ أخرة لروحك التي لامست الكون رهافة وهي في صمتها تتأمل كصوفي له روح خفيفة علي جميع البشر الذين حوله فهو في انطلاق دائمًا إلى قيم السماء في سماحة العارفين، لقد أزهرت الرؤيا من منظارها الذي استند علي نفاذ البصيرة بطاقة الروح.
نجد شاعرية الصائم تفوَّقت على عالمٍ ملئ بالفوضى؛ فهشّم طقوس الكتابة التقليدية في القصيدة الأولية:
“لا أحتاجُ جموحًا
ولا صفاء؛ لأكتب
عالمنا ليس رائق المزاج
وأشياءه ليست منضّدة،
كممرات في حديقة مزهرة
لا أحتاجُ قهوة، ولا فكرة تسمي صائبة؛ لأكتب.. “
هذه الثورية المتمردة على الطقوس لاتحتاج جموحًا ليقبض ناصية القصيدة، لا لا يريد أن يحلِّق في حلم شعري كما لا يريد صفاء ذهني أو صفاء المناخ العام المحيط هو ينقل الفوضي التي حوله ويوصلها بهذه الإشارة الرافضة، وكانًه يخلع تلك الفوضي التي يعاني منها في التقاطه لإيماءات كونية تحمل فوضي العالم المحيط، ولكنه يتغلَّب عليها ويؤكد أنه سيكتب، سيدون هذه الفوضي، وهو المتفاعل معها، والذي يمشي في ضجيجها، والذات قلقة من إشارات الفوضى ونبؤة استمرارها، لقد نقلها عمر الصايم بلغةٍ هادئة عكس ما تحمله الإشارة من ضجيج وفوضي؛ فعبّذر بسخرية فعالمنا ليس رايق المزاج، فكيف يكون هو مرتب يتأمل ويقبض الفكرة ؟
القصيدة حملت مدخل يصور المحيط الذي كُتِبَت فيه إيماءات الكون للأنا.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

 

جمال اللغة وتقنيات الوقفة مع قوة الفكرة , في مجموعة شاذلي شقاق
القصصية ‘‘ فضاء آيل للغروب ’’
 دكتور.. عز الدين ميرغني
فضاء آيل للغروب , كعتبة أولى لهذه المجموعة القصصية الأولى للقاص شاذلي شقاق , والتي من البداية تكشف تلك اللغة الوصفية الجميلة التي تتمتع بها هذه المجموعة القصصية . والعنوان مستمد من قصة تحمل نفس هذا العنوان . بل أغلب عناوين هذه المجموعة , تحمل هذه السمة الوصفية الجميلة . ‘‘ شوشوة ‘‘ – ‘‘ سبابة تعتزل الوعيد ’’ – ‘‘ إضاءة خافتة على وجه كذوب ’’ – ‘‘ بوح المواسم ’’ , وغيرهما .. ومجموعة القاص , شاذلي جعفر شقاق , تتميز بتعدد مواضيعها وثيماتها , من ما جعل لغته تتحرر من سجن الفكرة والموضوع الواحد . وهذا التنوع يجعل قراءة منهجه السردي narratologie , متاحاً لقراءة نقدية متعمقة ومتنوعة ورحبة أيضاً . وذات رؤية نقدية ترى نصوص المجموعة كلاً متكاملاً لا يمكن تجزئته . حيث يتأتي ذلك أيضاً , من التوازن الفني الجمالي بين جمال الشكل وقوة المضمون . فالمعنى نستنطق دلالاته المختلفة , والشكل نسبر غوره الوصفي الجمالي . ومن تعدد مضامين هذه المجموعة القصصية , استخدم تقنية الحلم للتداعي وكتابة الزمن النفسي الداخلي , كما في قصة ‘‘ شوشوة ’’ , والشوشوة بالعامية السودانية هي الحرق بهدوء وعلى نار هادئة . والشخصية هنا تشوشو نفسها وتحرقها بهدوء . فهو مدمن حشيش . كما وظف تقنيات التداعي الحر في استدعاء الذاكرة , ذاكرة الزمان والمكان . ودخل بهذه التقنية في عالم المسطولين العجيب والغريب والذي يحتاج بجانب اللغة الخاصة يحتاج لخيال كبير .
للزمن دوره الكبير والقوي في نصوص هذه المجموعة , فالزمن يشير دائماً لواقعية النص . ذلك بتعاقب الأحداث وتسلسلها بين خطي البداية والنهاية . ومن تقنياته الجميلة في هذه المجموعة هو توظيفه لما يسميه بعض النقاد كالدكتور نبيل حمدي الشاهد في كتابه ‘‘ بنية السرد في القصة القصيرة – سليمان فياض نموذجاً ’’ . يطلق عليه مصطلح الزمن الريفي بحيث يشير إلي الفضاء القروي الذي تتحرك فيه بعض شخصياته , يقول في قصة ‘‘ سفر الملوخية ’’ { نفض جوّال الخيش المعفر بخضرة الملوخية ونشوة الربح .. أخذ يطويه وهو يردد أغنية ‘‘ الخدار خداري ’’ بصوت لزج مترع بالملوخية كما ينبغي لتاجر جوّال التهم الطلب عرضه وظل الضحي لمّا يزل بعد ممدداً يغري بالاسترخاء وتلبية رغبة النعاس الذي تراوده عن صحوه نسيمات الخريف الباردات المشبعات برائحة الطمي وأنفاس شجر السيال والسنط وأسرار المطابخ المفضوحة عبر النوافذ المطلة على الأزقة الثرثارة .. المزفوفة بإيقاعات ‘‘ الفنادك ’’ المتآلفة والمتقاطعة كمارشات عسكرية تلوك كلمتين لصيقتين بالأكمام والأسنان ‘‘ كسرة – ملوخية ’’ . فتدخل هنا في فضاء الريف حيث الخضرة والزرع . وفي نص ‘‘ وصية على الجسر ’’ , يصف الفضاء المكاني ويقول { النهر خلفي وأمامي خيوط الشمس تنثال من قميص الأفق الشفيف لتغزل بداية النهاية مع تأثيرات صوتية نهرية متناغمة أو متنافرة .. متداخلة .. أو متقاطعة صفير ؛ خرير .. هينمات .. وشوشات .. أغاريد .. زعيق .. غمغمات وطمطمات من عصر سحيق تبعثها رائحة الطمي وأزاهر الجروف العبقة } . فالزمن الريفي تواكبه لغة خبيرة بالمكان جميلة في وصفها الرومانسي .
إن دخول القاص شاذلي شقاق للزمن النفسي الخاص للشخص المسطول المخدر , كان بمثابة مغامرة في التجريب والتحديث في بنية القصة القصيرة . ولقد كانت اللغة الخاصة التي استخدمها قد ساعدت المتلقي في دخول هذا الزمن الذي لا يخضع لقانون الساعة الزمنية الجغرافية العادية , يقول في قصة ‘‘ اصطباحية ’’ .. { وإن شئت الدقة , فقد اختل تقديري للمسافة التي تفصل بيننا , وفي الوقت الذي إحمرت فيه عيناي واصغرتا .. جف حلقي وشفتاي .. انفتح في أعماق نفسي ألف باب من الشك كما انسد مثلها من اليقين ! تسللت من خلاله آلاف الخواطر الوافدة من اللامكان عبر طرق شرعية وغير شرعية . } . فهنا الراوي خارج الزمن الجغرافي تنداح دواخله في حرية بعيداً بعيدا . وهنا تدخل بنية السرد القصصي عند القاص شاذلي شقاق في تنافر بين الزمن النفسي الداخلي والزمن الجغرافي الخارجي . فالراوي المسطول في أكثر من نص من نصوص هذه المجموعة المتفردة في القصة السودانية قديمها وحديثها حيث الراوي يكسر زمن القصة ليفتحه على ماضيه القريب حيناً والبعيد أحياناً لأن له الحرية المطلقة في ذلك . فهو لا يهمه ما يحدث حوله في الواقع لأن له زمنه الخاص , يقول في قصة ‘‘ فضاء آيل للغروب ’’ { من بين الضوضاء تبينت صراخ فتاة , لا بد أن تكون قد لدغتها عقرب في غبش المغارب .. أو ضربها أخوها لتأخيرها إعداد شاي المغرب بسبب إحضارها حطب الوقود أو تحت مدية الخفاض .. أو أي مصيبة زمان ! } وجملة أي مصيبة زمان فهو خارج دائرة الوعي الزمني بما يحدث للآخرين من حوله . وهذه المفارقات الزمنية التي امتازت بها أغلب نصوص هذه المجموعة , قامت على تقنية الزمن النفسي الداخلي والذي يختلف عن زمن الحلم , فهي ذاكرة مفرغة من الواقع الحقيقي . إلي الواقع المتخيل ولكنه يحدث في الصحو واليقظة وليس في مرحلة النوم . فالراوي المسطول مستيقظ ولكنه حر في خياله وفي تداعياته .
فالمسطول الراوي في أغلب نصوص هذه المجموعة , مأساته هي الحاضر الذي يعيشه ويريد التخلص والانفكاك منه .. بل هو يعبر عن غبطته باللحظة الوقتية التي يعيش فيها , لينسي الحقيقة التي المرة التي كان يحياها قبل السطل . عالم الروتين في القرية اليومي المكرر حيث عند مشارف البيوت { تستقبلني رائحة اللبن المحروق .. ومناغاة الشياه وبهمها .. سعال الرجال .. صراخ الأطفال .. هدهدات النساء المنغمة .. ولكن سرعان ما تتبدد هذه السكينة إلي جلبة في قرية تظل دائماً متحفزة , بل على أهبة الاستعداد لتلبية إى نداء أينما كان قبل أن يغادر شفتي صاحبه }
من التقنيات السردية الحديثة التي استخدمها القاص شاذلي شقاق , هو تقنية الوصل واللحم , وهذا جانب فني تطلبته المعاني المقصودة في نصوصه , حيث أن النص كتلة واحدة لا يدخل في تداعيات الراوي أي تدخل من شخصية خارجه , فأغلب النصوص , فإن الراوي يتداعى مسطولاً دون أن يعترضه حدث أو شخصية أخرى عابرة . فالشخصيات عنده هي شخصيات غائية الحضور ولكنها موجودة في ذاكرته الداخلية . وحتى أقرب الناس إليه مثل الأم أو الأب هي شخصيات متحركة في حلمه اليقظ . { كان أبي يجلس عند رأسي , كمن يريد أن يغمض عيني ميت – ويداه تجوسان تحت وسادتي .. أمي تنقب تحت اللحاف .. أختي تنبش محتويات جيب قميصي الملقى بجانب السرير .. } . فكل حدث في النص هو شيء متكامل داخل الزمن الخاص للراوي في أغلب نصوص المجموعة . وهذا الحدث المتكامل والموجود في زمن الراوي , جعل الكاتب يستخدم بجدارة ما يسميه النقد الحديث ‘‘ الوقفة ’’ , وهي تقوم على الإبطاء المفرط في عرض الأحداث , وغالباً لأنه لا توجد أحداث في ذهن الراوي المسطول , وإنما وصف لما يتخيله وليس لأحداث تجري وتحدث أمامه .. لذلك فذاكرته حية لأنها تلتقط التفاصيل الدقيقة التي كانت غائبة عنه وقت الصحو . لذا تأتي تقنية ‘‘ الوقفة ’’ ليسترجع فيها كل هذه اللحظات الدقيقة والتي كانت غائبة عنه ومرت عليه عرضاً ولم ينتبه إليها . يقول في قصة ‘‘ شوشوة ’’ : { جذبت نفساً عميقاً , أفرغته وأنا أحاول أن اتحلل من براثن هذا السهوم الطويل والاجترار الصامت والاستحضار البعيد القريب والترجمة الفورية لحديث نفس استبدت بها النشوة فنسيت حوت وقارها وهيبة سطوتها وما أنساها ذلك إلا البنقو الأصيل } .
وهذه الوقفات وظفها الكاتب بجدارة في أغلب هذه النصوص , ومنها الوقفات الوصفية , وذلك لكي يعوض النص حركة الأحداث التي تدفعه للأمام . وقامت لغته ذات الميزة الجمالية الوصفية بهذه الوظيفة , حيث لا توجد فراغات ولا عثرات أمامها في الوصف البلاغي الجميل . فامتازت هذه اللغة الوصفية بتجريد المحسوس وتجسيد المجرد , ‘‘ فحلقة دماغه حبلى بالضجيج ’’ , ‘‘ حتى لا تنثر سيجارتي مثل حظ إدريس جماع ’’ يقول في نص ‘‘ سفر الملوخية ’’ { النوم ابن الطمأنينة من صلب اليقين , وحفيد القناعة وسليل القانعين .. فإذا ما خلا البال من هواجس الوعي بدهاليز الليالي وتصاريف الغيوم .. ولم يسع القلب فنارات الغد المأمول .. ولم تعان بواطن الذات من وحام الخلاص . حق للجفنين – عندئذ التلاق } ولأن أغلب أبطال المجموعة من المساطيل والمخدرين فتقل الوقفات النفسية بحيث لا يحاسب المسطول نفسه على ما مضى أو على ما هو فيه
رغم أن أغلب الأمكنة التي كان يتحرك فيها شخوص المجموعة هي فضاءات ريفية , وقد قامت اللغة بدورها الوصفي جيداً في تجسيد الزمن الريفي , ولكنه بحسب خصوصية المكان في القصة القصيرة , فقد كان مكاناً غير بصري ولا يمكن رؤيته , ولكن يمكن للقارئ تصوره , بمعنى أنه مكان ورقي وليس مكانا جغرافي . وهذا التصور الذي يمكن للقارئ استدعائه جاء من لغة الكاتب الوصفية الرائعة والتي امتازت بالتكثيف والتركيز . ولو لا هذا التركيز الوصفي لما أتيحت لشعرية الكاتب أن تظهر وتتكثف في هذه المجموعة القصصية . ولعل هذا الفضاء الريفي الذي جاء في أغلب نصوص هذه المجموعة القصصية , له دلالته الرمزية ودلالته المفتوحة بحيث يمكن أن يرمز للحرية المفتوحة فيه ولتنازع الشخصية البطلة بين البقاء فيه بكل هذه الحرية والجمال الموجود بداخله , والخروج منه إلي قيد المدينة وسجنها الكبير الواسع .
هذا الفضاء المتشابه الواحد , أتاح للقاص شاذلي , أن يروي نصه مرة واحدة , ما وقع مرة واحدة . ساعد ذلك لغته في التركيز والكثافة والاقتصاد في الحكي من ما يناسب طاقة وبنية القصة القصيرة التي لا تتحمل الإسهاب والاستطراد وتعدد الشخصيات . فجمله قصيرة , ويمكن لكلمة واحدة أن تقوم وتنيب عن أكثر من كلمة في جمل طويلة ومملة ومكررة .

💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

مِيْلَادٌ يَانِعٌ

* عمر الصايم

فِي أَيَّامِ الثَّوْرَةِ يَبْحَثُ الثَّائرُ عَنْ دِفْءِ الحَبِيبَة،
عَنْ مَذَاقِ القُبُلَاتِ المُنْتَزَعَةِ خِلْسَة،
مِنْ دَفْتَرِ ذِكْرَيَاتٍ وأُغْنَياتٍ هَرِمَة.
يَضْحَكُ عَلَى أَخْطَاء رَسائِلِه القَدِيمَة،
ودُموعه التِي هَرَبَتْ مِن عَيْنَيه فِي غَيْر مُنْسَكَبَاتِهَا.
يَشْتَهِي النِّيلَ،
شَبَقَ المَوْج فِي الضَّفَة،
قَهْوةَ المَسَاءِ،
عَلى مَقَاعِدٍ مُتَعَرِيَّة
تَقِفُ بِأَقْدَامٍ مِنْ اللهْفَة،
كُحَّة مَكْتُومَة تَتَوَسَّطُ الجَلْسَة.
فِي أَيَّامِ الثَّوْرَةِ تَتَزَيَّنُ
أَغصَانُ الرُوحِ
تُغَازِلُ أَزْهَارَاً لا يَرَاهَا العَسَسُ،
وقَاطِعُو الانترنت
فِي غَفْلَةٍ
مِن النِّضَالاتِ المُمِضَّة،
للغَرَابَةِ أَكْثَرُ مِن طَرِيقَةِ!
وعَلَى الشَّارِعِ تَنْبُتُ أُغْنِيةٌ،
وسَنَابِلٌ تَنْهَضُ في دَقِيقَة.
للثَائِرِ حَوَاسٌ مُتَعَدِّدَة،
وقَلْبٌ وَحِيد؛
بِالضَّبط هذا مَا يُتْعِبٌهٌ كَثِيرَاً؛
ولَرُّبَمَا أَوْقَعَهُ بَيْنَ أَنْيَابِ النِّظَام،
وغَدْرِ الرِّفَاقِ عَنْدَ مُنْتَصَفِ الاِصْطِفَافِ.
لَا يَرَى الفَضَاءَ المِتْرِيّ كَمَا هُوَ كَائِنٌ،
يَلْمَحُه بِطُولِ حِبَالِهِ الصَّوْتِيّة،
وأَخْيِلَتِه المَغْمُوسَة فِي عَالَمٍ جَدِيد،
يُبْصِرُ الإِسْفَلت سَاقَ شَجَرَةٍ بَرَيِّة،
السَّيَاراتُ أَصْدَافٌ لِمْ تَلِدْهَا المُحِيطَات،
المُشَرَّدُون سَنَابِلٌ تُدَاعِبُهَا الرِّيَاح!
لا يَأْبَهُ الثَّائرُ بِالنِّهَايَات،
كَيْفَ يَمُوتُ؟
مَنْ يَسِيرُ فِي جَنَازَتِهِ؟
مَنْ تَبْكِي عَلَيهِ مِنْ الحَسْنَاوات؟
وإِذَا مَا صَنَعُوا لَهُ نُصُبَاً تِذْكَارِياً عَلَى طَرِيق الأُمْنَيَات؟!
هُوَ اِبْنُ البِدَاياتِ،
بَرْقٌ بَيْنَ غَمَامَتَين
سُرْعَان مَا يَتَلاشَى
كَنُطْفَةٍ شَارِدَة
يَضِئُ بُرْهَةٍ، بِالتَّوَقُّعِ
واِنْتِظَارِ البَعيد
حِينَ يَضَعُ خَطَوَهُ فِي البَدْءِ؛ يَنْطَوِي الطَّرِيقُ بِبُطْء
ويَظَلُّ يَمْضِي وَحِيدَاً
وَحِيدَاً يُغَنِّي
يَهْدِلُ
يَهْذِرُ
يَهْزِلُ
يَهْدِرُ
يَحْدُو بِالمَوَاكِبِ، وبِقُرْبَانِهِ المُسَمَّى جَسَدَاً.
فِي لَحْظَةٍ مَا؛ حِينَ يَتَأَكَّدُ لَهُ مَوْتُهُ،
تَخْرُجُ العَصَافِيرُ مِنْ مَسَامِ جِلْدِه
حامِلَةً أَحْلاَمَهُ فِي مَنَاقِيرِهَا المُلَوَّنَة.
يُنَادِيها بِأَنْ: اَمْضِي هُنَاك،
حَيْثُ يُولدُ ثَائِرٌ كَجِيفَارا
كَثُّ الأَحْلَامِ،
مُتَوَهِّجُ الخَدَينِ بِالشِّعْرِ، والأُغْنَياتِ البُطُولِيّة،
حَيْثُ يَرْتَدِي مَلَابِسَهُ اليانِعَة الأَكْمَام
ويَشُدُّ حَمَّالةَ الصِديري بِيَدَيه،
كَأَنَّهُ سَقَطَ مِنْ السَّمَاءِ للتَّوِ!

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️


خمسة أيام من البحر… أمل عمر إبراهيم 
——————————

بعد خمسة أيام من البحر..!
من النوارس و الدلافين السعيدة و المطر الخفيف.!
من المشي حافية على العشب و على الرمل و على الأرصفة.!
من الموسيقى و الرقص في دوائر.!
من المقاهي التي لا تعرفني و الشوارع التي لا أعرفها و الغرباء الودودين..
من معانقتي لأعمدة النور و الهمس لها بأسراري الخطيرة.
أعودُ اليك..
لعينيك اللوزيتين و صدرك الخيزراني
طازجة
مشتاقة..!
مُمتلِئة جائعة
مُزدَحِمة بالشَهقات
و مستعدة
لابتداءِ قصة حب جديدة معك ،
مرة أُخرى.!!

#أمل_عمر_إبراهيم

💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

الساعة الان العاشرة مساء
اتذكرين ذلك اليوم الذي قلتى لي فيه : لقد انتهت علاقتي بك ، ثم ذهبت غاضبة ؟
– اومأت براسها بخجل وهي تضحك .
قال: في حينها لم استطيع الحراك ، تسمرت حرفيا في مكانى ، لم اعد اسمع شيئا سوى ابتعاد خطواتك وهي تتلاشي من قلبي وتحمله معها ، لم اعد ارى من الالوان شيئا الا الابيض والاسود ، حرفيا لقد تغير العالم حولي حتي لم تعد له نفس الرائحة ولا نفس الاحساس ، كنت وحيدا مثل فقاعة تسكن في بحيرة آسنة الماء … يا الهي لقد كنت رجلا لا يشق له غبار ولكن في تلك اللحظه لا ادري ماذا اصبحت .
– وضعت يدها علي يده برفق وتخللت اصابعها الرقيقة يديه وهى تقول : هل تدري ماذا اصبحت في تلك اللحظة ؟
-نظر لها بحيرة فقالت : لقد اصبحت في تلك اللحظة عاشق لا يشق له غبار ، ووضعت راسها علي كتفه ونظرا سويا للبحر فتحدثت لهم الوان الحياة والتمعت في قلبهم اصواتها .

 

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

 

الساعة الان العاشرة مساء
اكثر مايسعدني في علاقتي بك اني اريد ان اشيخ بجانبك .ان افقد قدرتي علي كل شئ الا حبك ، ان تطلبي منى كوبا من الماء فاقوم متكئا علي سعادتك لأرويك ، ان تطلبي دوائك فترتعش يدي اكثر،، مرة بفعل السن والاخرى بفعل العجلة لشفائك ، انا الان اتخيل كيف سنصير عجوزين جميلين سرق منهم الزمن الكثير ولكن لن يستطيع شئ ان يسرق هذا الحب ..
انا اريد ان انتظر نهايتي بجانبك تلك اللحظات التى تؤكد علي صدق المحبة و الوفاء …
ارجو ان تعلمي هذا

العاشرة مساء
عمرو إبراهيم

💙❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

إختيار فيلم إبرة و خيط ضمن القائمة القصيرة للأفلام التي ستدخل المنافسة في مهرجان الظاهرة السينمائي بعمان

💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

عبد العزيز  بركة ساكن يصدر روايته الجديدة (الغراب الذي احبني) عن دار ويلوز هاوس للنشر بجنوب السودان، وتأتي الرواية ضمن سلسلة من الروايات القصيرة التي يكتبها بركة ساكن حول عذابات الهجرة وآلام المهجر والمنفى وكان قد بدأها برواية (الرجل الخراب) التي صدرت في العام ٢٠١٥م عن مؤسسة هنداوي للنشر.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما

حضور سوداني 

بدر الدين العتَّاق

في إطار فعاليات مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما في دورته الخامسة؛ نظمت دار الأوبرا المصرية بوسط البلد حي الدقي في مدينة القاهرة الكبرى ؛ تلك الفعاليات بإفتتاح المهرجان برعاية وزارة الثقافة والإعلام المصري القطاع الثقافي اليوم الإثنين ١٢ / ٩ / ٢٠٢٢ والذي تمتد فترته من : ١٢ / ٩ – ١٦ / ٩ / ٢٠٢٢؛ ويكون ختام المهرجان يوم الجمعة ١٦ / ٩ / ٢٠٢٢؛ وتبدأ العروض من الساعة السادسة والنصف مساء وحتى منتصف الليل ويتخللها فترات إستراحة بين كل عرض وآخر .

دشَّن الإفتتاح معالي السيد وزير الثقافة والإعلام الدكتورة / نيفين الكيلاني؛ والأستاذ المخرج الكبير / خالد جلال؛ والأستاذ الدكتور / هيثم الحاج؛ مدير عام الهيئة العامة المصرية للكتاب؛ والمخرج الألماني / ماتياس؛ والفنان الكبير الكوميدي / لطفي لبيب؛ والفنانة الكبيرة / صفية العِمَرِي؛ وغيرهم من رموز للمجتمع الثقافي العالمي؛ واللذَين قاما بتكريم ( لطفي لبيب؛ صفية العمري ) الفنان القدير الراحل / خالد الصاوي؛ وتسلم جائزة التكريم مع شهادة تقديرية ابنه الأستاذ / أحمد خالد الصاوي؛ مع سرد سيرة ذاتية عنه وعن أعماله الفنية؛ كما تم تكريم الفنانة / لقاء الخميسي؛ والمخرج المصري / خالد جلال؛ والمخرج الألماني / ماتياس؛ وعدد من أهل الثقافة والفن .

اشتمل البرنامج على عدة عروض مسرحية تعكس ثقافة المونودراما للدول المشاركة في إبداع كبير وتنظيم راقي ومتحضر في الهناجر والمسارح المفتوحة والمغلقة بجانب احتفالية اليوم والختام؛ كما شهد تجربة الأداء للمسرح الروماني والمسرح الأردني والمسرح المصري .

من ضمن الدول المشاركة في ذلك المهرجان : جمهورية مصر العربية؛ والمملكة الأردنية الهاشمية؛ وجمهورية ألمانيا الإتحادية؛ وجمهورية السودان؛ والولايات المتحدة الأمريكية؛ وسلطنة عمان؛ والمملكة العربية السعودية وهولندا وكوسوفو والعراق إضافة لدول أخرى عديدة.

شهد عرض الإفتتاح مسرحية ( Edith Piaf) من رومانيا؛ ومسرحية (ديك) من الأردن؛ ومسرحية ( ميتا ) من مصر؛ كما شهدت ساحة الهناجر بدار الأوبرا المصرية اليوم الخميس عرضاً لمسرحية ( The Case D’ARC ) من ألمانيا.
كما قدَّم السودان عرضاً لمسرحية ( فئران السلطان ) ؛ أداء الممثل الأستاذ القدير / سيد عبد الله صوصل ومن إخراج الأستاذ المتألق دوماً والمبدع الجميل / زهير عبد الكريم؛ وقد تفاعل الجمهور مع العرض بالتصفيق والضحك والتجاوب مع طريقة أداء صوصل وكثرة التصوير والتوثيق الأمر الذي لم يحدث مثله مع بقية العروض المشاركة بكل أمانة مما يدل على نجاح العرض نجاحاً مبهراً ومشرفاً وفخراً للسودان ؛ وقد حضر ممثل السفارة السودانية بالقاهرة الأستاذ الدكتور / مرتضى علي عثمان ( الذي جاء بعد انتهاء العرض؛ وأن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي ) مع بعض من منسوبي السفارة والممثلين السودانيين الموجودين بالقاهرة كالأستاذ الفنان والكاتب والمخرج / عبد العظيم حمد الله؛ والمخرج الإذاعي المتقاعد / حاتم مصطفى العوض؛ والأستاذة المخرجة السينمائية الصاعدة / ريان هاشم؛ والأستاذ المهندس / بدر الدين العتَّاق؛ الكاتب الصحافي المعروف؛ والممثلة المبدعة / سحر إبراهيم ؛ وعدد من أبناء الوطن العزيز.

💙❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

أمـانـي هـانـم

 

 

 

شاركها على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.