– بدت اقدام الكوكب الخلوق نصر الدين الشغيل، تتلاشى شيئا فشيئا وتظهر مجافات الوجود عن ميادين هلال الملايين، بل اختفي وميضها وبريقها حد الظلمة الباهمة بتلك الدموع التي ازرفت جداول في التمرين الختامي لمباراة مينارتي حلفا، وهو يقوم بوداع زملاء الامس الذين لم يستطيعوا تمالك اعصابهم وحبس دموعهم من مضاضة اللحظة ومفاجئة الحاضر الماثل امامهم، فسالت الدموع مرارا ولم تستطع ايقافها واجبات التمرين القائم امامهم، فسالت كمن نهر النيل من واقع غزارتها ووابل هطولها لان الموقف يستدعي كل الاحاسيس والمشاعر النبيلة وسلام التلاقي ودموع الفراق، ها هو الفارس المقدام يترجل عن صحوة جواده الكروي عازف انشودة المتعة والإثارة والفن حد الرقص والطرب. برز الأسد المترجل شطر الميدان فاوقف شراسة الخصوم التي تجسدت حملا وديعا بناظره وجسمة طائعة لعنفوانه فافقد مخاطرهم وتقطعت انفاسهم ولم ينالوا مرماه ولم يروا شباكه العزراء ،فاجاد واقنع وامتع، فهو الساتر الدفاعي المتين الذي لم يستطع خصومه ان يظهروه ولم يستطيعوا له نقبا، بينما لم تكن الدموع وحدها في وداع الاسطورة الزرقاء بل كلمات واغاني والحان الراحل المقيم سيد خليفة كانت حاضرة قبالة الموقف وترددت في بوح اليم :-اودع كيف، افارق كيف، ولسه الشوق بعيش فيا، اودعكم لا افاركم لا، لا لا انا مابقدر اودكم دموعي بتغطي عينيا، لكن اه، اه بزود الآلام اودعكم لا افاركم لا، بتبقي عشرة الأيام، لو بالايد اعيش بينكم مدى الايام، اغني لكم وانتو تكونو لي الهام، ونزرع ريد وعالم كلو حب وسلام ،،،وتواصل اللحظات قساوة الوداع يوم في يوم غريب، فيه الشمس لمت غروبها وسافرت، بانت نجوم متفرقات زي الدموع في فقد حبيب ودع حبيبتو السافرت، والليل ضفائر حزنو سداها الألم زي التقول عارف النهاية القاربت، شفنا الفريق صاحي الفرح في دار حبيب ضميتو في قلبي الحنين، ماتت خطاي ضاع الامل واحترنا في خوفي الدفين، عاينتا لقيت الحبيب في عرشو في تاجو الحزين هذه الكلمات وجدت قبولواستحسان الكل وزادت انهرالدموع الحزينة، تم اختيار نصر الدين الشغيل لكورس تدريبي بدبي رفقت زميلة محمد احمد بشير(بشة )الذي يفقده الهلال في المهمة التحليلية لأداء الخصوم لان الكورس يمتد ذهاء ٣ اسابيع او اكثر من ذلك. لكن سوف يكرم الكابتن نصر الدين الشغيل ايما تكريم يليق بشخصه الباسل وادبه الجم واخلاقه العالية ونما علي علمنا بان المدرب فلوران يريده بشدة ضمن اطقمه الفني، ،عشت كريما ايها البطل كلاعب ولم نسمع منك إلا ما هو يرنو لمصلحة الكيان الازرق الرامية لتحقيق النصر تلو الآخر، فارشد بخبراتك التراكمية كل اعوجاج او شرخ اثناء اللعب التنافسي، ففاضت نصائحك دن النصر حتي المسيل بالقدر الذي استوعبه كل تقصير داخل الميدان فكنت نعم الموجه لزملاءك ومخزون المجهودات التي طالت حتي غيرك. وتعديت بكل ضراوة اماكن الخلل ومحطات التقصير في اللعب، قمت بكل موجهات الجهاز الفني، فكنت نجم المدربين الاول، ولم تتجاوزك مدرسة تدريب تعاقبت علي المنتخب القومي او الهلال البت، طوال مسيرتك كلاعب، وذلك شرف لم نجد له صنو او شبيه، ومنال لا يطاله الا مثلك، دائما يبلغ اداء نجمك عنان السماء ويستعصم بالبعد عن غيرك، تعديت كل ملل واداء رتيب يتخلل لحظات اللعب، واحلته الي حكاية ورواية صفق لها الجمهور، فلن ننساك ايها البطل الجسور ولن ننسي أياما مضت قضيناها معك كالبلسم الشافي في لحظات الاخفاق والخوف والوهن نزكرك كلما ذكر المجد والوفاء للازرق صنوان شخصك الوفي وندرككا كلما ادرك الإنجاز والاعجاز، وعفوا ،لم يستطع القول باللسان ان يفيك حق قدرك المتراكم بالكيف والكم واقف عاجز عن اختيار ما يناسبك من كلمات ومعني حتي افسح المجال لزملائي الذين سوف يتسابقون في وداعك علهم يجدوا في كنانتهم ما يناسبك من وصف انت اهلا له…ونلتقي لنرتقي.