Take a fresh look at your lifestyle.

مــدارات تـيــارات ملـــف ثــقــافـي أســبــوعـي يصـدر كل سبت.. أماني محمد صالح

(مــدارات تـيــارات) ملـــف ثــقــافـي أســبــوعـي يصـدر كل سبت
وشــعـارها يمكـنـنـا أن نـتـفـق بعـشـق…… ونــخــتـلـف بإحـــتـرام

ريــبـورتـاح

تــقـارير

حــوارات

إشراف /…أمـــاني مـحمد صالح
..

💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

في العدد (124) من مدارات تيارات نقرأ فـيها في المقـالات.
الدكتور.. شعبان جادو.. يكتب.. النقد من منظور لغوي..
جابر عصفور.. وسطية الطيب صالح
والأستاذ المجمر محمد الحسن.. تاريخ عظيم لحضارة سرق الآخرين اثارها..

في القراءات..
قراءة.. أماني محمد صالح
للرواية متاهة الأفعى.. للكاتب المعز عبد المتعال سر الختم.

وفي الشعر..
الأستاذ.. مدثر الازرق.. كرّوة الدُهْقّان….

وما ذاك بيمينك جعفر؟ جعفر مهدي

وفي الإقتباسات
إقتباس من الرجل الخراب.. للكاتب عبد العزيز بركة ساكن
واقتباس من رواية
بعض هذا القرنفل.. للكاتب نور الدين الصادق..

وفي الأخبار الثقافية..

انطلاقة منتدى حرف الثقافي..

تسليم مكتبة الشهيد محجوب التاج

💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

..

 

النقد من منظور لغوي!

دكتور.. السيد شعبان جادر
واهم من يتصدر لمناقشة الأعمال الأدبية وهو منصرف عن اللغة يحسبها ترفا، فيأتي عمله مهلهل النسج فاقد الصدق الفني، ولا غرو أن كانت الحاجة ماسة إلى نقاد ذوي خلفية معجمية رصينة؛ يداخلون بها ويرصدون ملامح العمل الأدبي إن شعرا وإن نثرا، لكن الواقع الثقافي المعاصر تطفو عليه عوالق من عكر النهر؛ فتصد الناس عن جودة العمل، المبدع شئنا أم أبينا محصور بين دفتي اللغة؛ لحمة وسدى، حين نتجاوز اللغة إلى مفاهيم أخر نكون بناة صرح في خيال معانق الوهم، كان نقاد العرب من لدن العصر الجاهلي وحتى الآن يحتفون بمتانة النص، يصوبون ويضيفون روائع القراءة من خلال معجم لغوي زاخر؛ ولقد ألمح كثيرون إلى حاجتنا إلى نقد لغوي، تتراكب وتتضافر فيه الدراسات البينية، ثمة قائل: الخيال والفكرة والحبكة وعناصر التشويق والإثارة والرؤى والأحلام ودعك من فعل وفاعل ومبتدأ وخبر، لتموت التراكيب ولا حاجة بنا إلى سيبويه وخالفيه، ثم ماذا؟
تكون العبثية والغثاء اللذان يسيطران على المنجز الثقافي؛ تحتار وتبلغ بك الدهشة حد الذهول؛ أنى لهؤلاء أن يبدعوا وقد جاءوا ببضاعة مزجاة، وأحمال من خيوط عهن منفوش، إنها البنية التي تتراكب منها النصوص، والقيمة والمعنى المختزن داخل السياق.
ومن ثم آدت قلة المخزون اللغوي ببعض الكتاب ومن شايعهم ممن أسموا أنفسهم نقادا إلى حالة من التفسخ والضياع.
،وبطبيعة الحال ﻻ أدعو أن نتناول العمل بمفاهيم الصحة والخطأ أو قل ولا تقل من تلك الأساليب المدرسية؛ لنقيد المبدع ونسجن الناقد في قوالب صلبة.
إنهم يحتفون بلغة شكسبير ولا تجد ناقدا من هؤلاء غير رصين في لغته أو عابر دونها إلى دواخل النص، أدعو إلى حوار لغوي هادف يبعث حياة في مواتنا الثقافي.
التفكيكية وموت المؤلف، الشكلانية وما بعد الحداثة؛ كل أولئك تهاويم في فضاء اللغة، من يكتب وعينه على هؤلاء بائر الحظ مشتت الذهن؛ لن يأتي بجديد، تعالوا نتعامل مع النص ومؤلفه في سياقه الحضاري.
يقول د. عبد الكريم حسين ” القارئ العربي “: اللغة مادة النص وقوامه، والعبث بها عبث بالنص ومادته وآلته الفنية..
نحتاج سد النقص وإصلاح الخلل وتقديم نموذج متفرد يتجاوز تقصير مدارس الأدب العربي، ويقدم أنموذجا متفردا يكفافيء العربية في مسيرتها التي هدت بآيات الله العرب إلى سمو التعبير وارتقائه مدارج السمو.

💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

 

 

جابر عصفور – وسطية الطيب صالح
طوال معرفتي الطويلة بالطيب صالح كنت أتأكد, يوما بعد يوم, أنه رجل وسطي, ينفر من الحدية في الفكر أو الإبداع وكنت, ولا أزال, أري أن قصته القصيرة دومة ود حامد هي أقرب أعماله الأدبية في تمثيل ذوقه وميوله وطبيعة شخصيته, فالقصة تدور حول الصراع بين التحديث والتقاليد المتوارثة, فأهل القرية التي يبدو أنها تشبه القرية التي ولد فيها الطيب صالح نفسه, كانوا قد توارثوا التبرك بشجرة الدوم التي تظلل قبر ولد حامد الذي تحول إلي ما يشبه المقام الذي يتبارك به العامة في مصر, وهي تتحول إلي نوع من الرمز في السرد, وحين يقترب التحديث من القرية, وتبدو فكرة إقامة مصنع, في موضع شجرة الدوم والمقام تحدث أحداث غامضة, تنتهي كلها إلي تعطيل البناء, كأن وجود أحد النقيضين نفي للآخر ويأتي الحل الوسط بنوع من التوفيق الذي يجاور بين النقيضين,
دون أن ينحاز الراوي إلي نظرة حدية تميل إلي استئصال أحد الطرفين وهو تكييف يدفع القارئ إلي تذكر رواية قنديل أم هاشم رائعة المرحوم يحيي حقي الذي كدنا ننساه والرواية القصيرة التي صدرت من صاحبها كالطلقة تدور حول الصراع نفسه بين الحداثة والتحديث من ناحية والتقاليد والأعراف الاجتماعية التي ترسخ فتغدو في وزن العقائد الدينية التي يصعب علي صاحبها التخلي عنها من ناحية مقابلة. ويتجسد ذلك في ابن الأسرة التي تقطن حي السيدة زينب التي تعيش في بركة المقام الزينبي, محمية بنفحاته الروحية, معتادة علاج أمراضها بزيت القنديل المبروك, ويذهب البطل إلي ألمانيا محملا والده التاجر مصاعب تدبير نفقات تعليمه في الخارج, ولكن الأب يتحمل المصاعب, حالما بعودة الابن الذي لابد أن يكون فخرا للأسرة, ولكي يكمل فرحة أمه وأبيه بزواجه من قريبته التي قررا رعايتها كابنتهما, ونذراها زوجة للابن بعد عودته.
ويعود الابن ليكتشف أن قريبته الموعود بها مريضة العينين, وأنها تعالج عينيها بقطرات تقطرها أمه من زيت قنديل أم هاشم التي تؤمن والمريضة أنه زيت مبارك, فيه الشفاء الأكيد ويثور الطبيب العائد من ألمانيا, مزودا بأحدث معارف طب العيون, ويرفض العلاج بزيت القنديل, بل يذهب في ثورة سخطه علي التقاليد البالية إلي حد تحطيم زيت القنديل المبارك ويبدأ علاجه للمريضة بكل وسائل طب العيون الحديثة التي نجحت معه في عشرات الحالات, ولكنها لم تفلح مع قريبته وزوجته المستقبلية التي ازداد مرضها تفاقما بعد أن حطم القارورة التي تحتوي قطرات الزيت المبارك, والقنديل الذي يمتلئ به وينتهي الأمر إلي أزمة نفسية روحية لا يخرجه منها سوي عودته إلي المقام, والحصول علي قارورة جديدة من زيت القنديل التي قرر أن يجاور بين قطراتها ووسائل الطب الحديث وينجح في محاولته هذه المرة, فالمريضة اطمأنت إلي استخدام الزيت المبارك الذي توارثت الاعتقاد فيه, والدكتور إسماعيل يستغل هذا الاعتقاد ويجاور بينه والوسائل الحديثة, جامعا بين التقاليد والحداثة, موفقا بين الإيمان المتوارث والعلم الحديث المكتسب, مدركا أن هذا النوع من المجاورة أو التوفيق بين الأضداد هو الحل في المجتمعات المتخلفة التي نعيش فيها.
أذكر أنني حين قرأت قنديل أم هاشم في شبابي الباكر رفضت ما رأيته فيها وسطية, وكنت في هذه الأيام حديا أتهم كل محاولة للتوفيق بالتلفيق وزاد من ثورتي علي قنديل أم هاشم ما تحول إليه الدكتور إسماعيل نفسه الذي أصبح هليلهليا يتراكم كرشه, ويتزاحم عليه المرضي الذين صاروا يرون فيه راجل بركة وكنت أقول لنفسي كأنك يا أبا زيد ما غزوت, قاصدا إلي أن الرجل تخلي عن العلم من أجل الخرافة ولكن عندما اشتعل رأسي شيبا, وجدت نفسي أقرب إلي فهم منظور الرواية, وطيب مقصدها في المصالحة بين العلم والمعتقدات الشعبية, بدل التضاد العدائي بينهما ولذلك سهل علي فهم منطق الطيب صالح الذي كان يري ضرورة المصالحة بين النقائض المتعادية, ما ظل تقدم الأمة محتاجا إلي هذا النوع من المصالحة ولذلك كنت أداعبه, أحيانا, بتشبيهي له بالأب ياناروس الذي سعي جاهدا إلي أن يصالح بين الإخوة الأعداء الذين يجمعهم طريق الثورة في اليونان المتمردة علي استعمارها التركي,
فكان يري نوعا من القرابة بين ماركس ولينين ورموز الدين المسيحي, وكنت أداعب الطيب صالح بما كنت أداعب به صديقي اللدود حسن حنفي من أن هذا أشبه بنوع من التلفيق الفكري وكان الطيب أكثر هدوءا وصبرا علي انتقاداتي, ربما لأنه كان مدركا أنها نوع من التفكير بصوت مرتفع, والتعبير عن أسئلة مؤرقة لا تزال تسكنني ولذلك كان يبتسم, دائما, ويجيب علي طريقة الحكماء الرزينة, وبصوت لا يعرف الغضب بما يهدئ من اعتراضاتي, متسعا بأفق الوسطية في إمكان وجودها وفائدتها.
وشيئا فشيئا أدركت أن الوسطية سمة أساسية في شخصيته وأدبه, ودليل ذلك أنه قاد مصطفي سعيد الشخصية الحدية في موسم الهجرة إلي الشمال إلي الدمار, بينما أبقي علي شخصية الراوي الذي كنا نراه نقيض مصطفي سعيد في السلوك وفي الوقت نفسه فإن السيرة الروائية التي كتبها لصديقه منسي, وهي سيرة إنسان نادر علي طريقته, فيما يؤكد العنوان الذي يؤكد الاختلاف الجذري بين الطيب والمنسي, حيث الاختلاف الحدي يظل ماثلا بين الصديقين اللذين يجد كل منهما في الآخر ما ليس فيه, فيتصلان من هذا المنظور, فالطيب لم يكن ينطوي علي روح المغامرة المندفعة إلي أقصي حد, علي النقيض من منسي, الذي ظل رجلا نادرا, لكن ليس علي طريقة الطيب صالح.

💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙


تأريخ عظيم لحضارة سرق الآخرين اثارها

الأستاذ… محمد حسن المجمر 

لماذا لم يكتبوا (نصا سرديا ) او (سيناريو فيلم ) مصاحب لعملية نقل ثمثال الملك ترهاقا ؟؟..مجرد سؤال !!

حينما كتب المخرج الإيطالي فريدريكو فيلليني سيناريو فيلم ( روما حبيبتي ) كان يعرف جيدا انه يكتب عن مدينة/دولة ولنقل حضارة لها صيتها واسع الانتشار في تأريخ البشرية : الإمبراطورية الرومانية .

وفي السودان كتب الاستاذ الدرامي والشاعر هاشم صديق مسرحية ( نبتة حبيبتي ) وقد انتج نصا يتماهي مع ما اوردته الترجمات الخاصة بالهيروغليفية وهو أيضا كان يعرف جيدا انه يعبر عن ذات كونية لها حضورها القوي في حضارات الاغريق والفرس والروم وكل الفراعنة الذي عبروا من وإلى وادي،النيل هي إختصارا : الحضارة السودانية.

لماذا جئنا بهذه المقارنة ؟

اولا : حينما قمنا بنقل تمثال الملك النوبي العظيم ترهاقا للمرة الخامسة تقريبا لم نوفق لإنتاج نص سردي ( سيناريو ) يجسد الأدوار التاريخية المهمة التي قامت بها اسرة ( ترهاقا إبن بعانخي ) وتمتد أسرته لأكثر من أربعة قرون من التاريخ ، هزمت جيوشه الاشوريين ووقفت على أبواب اورشليم واسوارها تحرسها من هجماتهم لما يزيد عن المائة عام ، لماذا لم تصدر مراكز الدراسات السودانية او كليات الآداب او الاثاريين السودانيين (نصا ) او ان ينتجوا فيلما سينمائيا واحدا حول هذه الأسرة ذات الأبعاد الثقافية العالمية : بعانخي ، تهراقا ، شبتاكا ..وغيرهم .

ثانيا : سيكون من الطبيعي والمتوقع ان يسطو الآخرين على تاريخنا ويفتحوا المزادات العالمية لبيع اثارنا التاريخية العظيمة لأننا لم نحب يوما هذا التاريخ او حتي إنفعلنا به ، لا تقل اثار الحضارة السودانية القديمة خاصة الممالك النوبة في ( مروي ، نبتة ، كرمة. ،البجراوية، سهول البطانة وشندي وكبوشية،، سوبا ، قري ، مقرن النيلين ، خور ابوعنجة ) في أهميتها عن الاثار الفرعونية والرومانية واليونانية فقط اننا لم نصحو بعد على قيمة بلادنا،وإنسانها عبر الحقب والقرون .

اخيرا :
لا اميل إلى طريقة جلد الذات ، لكن ستوافقوني الرأي اذا عرفتم ان إحدى الشركات الصهيونية في كندا تكفلت بإنتاج فيلم سينمائي يروي تاريخ الكوشيين ورحلتهم إلى فلسطين قبل الميلاد لحمايتها من،الاشوريين،!!! وفي وضع السودان،الحالي لاشيء يدعو للدهشة،إذا كان من يتولى إدارة حل الازمة،السياسية بين،الجيش والاحزاب المنضوية تحت راية،(قحت ) هو موظف،اممي ألماني الجنسية لا صلة له بكل هذا التاريخ العظيم !!!!.

تهراقا ليس تمثالاحجريا هورمزلا عظمالحضارات الانسانيةولايقل عمرهاعن سبعةالف عام.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

قراءة نقدية لرواية (متاهة الأفعى) للكاتب: المعز عبد المتعال سر الختم

صدرت رواية (متاهة الأفعى)، في عام 2018 عن دار أفاتار للنشر بالقاهرة، تجسيداً لواقع إجتماعي ونفسي يمر به البطل في متاهة يتلوّن فيها كالأفعى في تخبط نفسي مريب وتأنيب ضمير يؤدي لنشوء صراع نفسي يقود إلى إضطراب في شخصية البطل؛ أخذه إلى (متاهة الأفعى).
عكست الرواية مدى تيه بطل الرواية(أمجد) وإلى أي حد تمكّن الشيطان منه، فهو صراع الشر مع الشر، بحيث يدخل كل مرة في متاهة أضيق من سابقتها؛ فكلما ظهرت فرصة توبة يركلها بقدمه ويحطّمها، كما تحطّمت أحلامه الرياضية مع ركلة جزاء فشل في تسديدها، فينصاع لأمر الأفعى السامة التي ترفض إلا أن تمضي في طريق الشر؛ أفعى تبث سمومها أينما حلّت، رافضًا أي فرصة للنجاة أو الرجوع.
كانت هنالك فرص للبطل للنجاة من بحر التيه، وإختيار حياة كريمة مع إخوته بعد وفاة والدته إلا أنّ نفسه الأمارة بالسوء؛ أبت وانصاعت لأوامر الشيطان، وتجديد جلد الأفعى التائهة؛ فتتلوّن جريمته هذه المرة، فيخون إخوته رغم ما وجده منهم من احتواء وحنان، طمعاً في أخ يكون لهم السند والأمان لكنه أبى إلا أن يجرّدهم حتى من الأمان المادي وطمع في حقهم فسرق ميراثهم وهرب إلى مدينة أخرى فكانت فرصته للتوبة للمرة الثانية عندما وجد الإحتواء الأسري بكل كرم، وجده في أسرة (ياسمين)، ضحيته الثانية فأضاعها أيضاً وغرق في بحر الرذيلة مرة أخرى.
كأنّه يعشق متاهات ودهاليز الحرام ومُكرّرًا ذات الخطيئة منجرفاً وراء شهواته المجنونة، وإن كانت هذه المرة تحت وطأة وعد مغلّف بالحب والزواج، إلا أنّه مُضطرب لا يعرف حقيقة إحساسه بها، هل هو حب حقيقي؟ ام هو مجرد شهوة عابرة؟. مقارناً بينها وبين ضحيّته الأولى التي قلبت حياته رأساً على عقب، مع إحساسه بتأنيب الضمير الّذي ظهر بوضوح عندما زار قبر (وفاء) ثُمّ بكائه على قبرها وهو يلوم نفسه كيف قتل إنسانة من أجل شهوة يعيشها للحظات!
أما بحثه عن العمل في محل الزهور ماهو إلا بحث عن وردة من بستان الجمال داخل نفسه، لعلها توقظ فيه لمسة جمالية يبدأ بعدها حياة جديدة.
لكنّه تخلّى عن هذه الفرصة في أول عقبة واجهته؛ كأنّها لم تكن رغبة حقيقية للتوبة بل مزيدًا من الإحباط والإضطراب النفسي الّذي يجعله يتخبّط في قراراته، ذاك الحد الّذي أوصله إلى المستشفى مغيّبًا تمامًا عن الوعي، مما يدل على أنّ البطل كان يعيش تحت ضغط نفسي رهيب؛ يجاهد نفسه الأمارة بالسوء، تائهاً في بحور الندم متلوّناً كالأفاعي، يؤذي كل من يصادف طريقه حتى أقرب الناس إليه.
ربما لم يتطرّق الكاتب لوصف شكل البطل بتفاصيله الدقيقة كمزيدًا من التشويق ومنح القارئ فرصة أن يطلق العنان لخياله، وهذه الطريقة أضافت للعمل الإبداعي بُعداً جماليًا شديد السحر والروعة، وهي طريقة أفضل بكثير من الإغراق في الوصف المُمل، فالمرّة الوحيدة التي وصف فيها الكاتب شكل البطل كانت على لسان البطل نفسه، عندما كان يبحث في أغراض أخته (إنتصار) فوجد صورة تجمع والديه، واصفاً والده في الصورة بعينين ضيقتين وأنف قبيح، موضّحاً الشبه بينهما، وكما تُشير الصورة أيضاً إلى العلاقة الأسرية التي نشأ فيها البطل وبُعد المسافة بين والديه في الصورة؛ إشارة من الكاتب لخلو العلاقة بينهما من الحب والحميمية والانسجام، وهي التي شكّلت بدورها شخصية البطل التي تدل على اضطراب العلاقة بينهما أو أنّهما مصابان بنوع من الخرس الزوجي وانتحار العواطف بينهما؛ فالعلاقة الأسرية المستقرة والتنشئة السليمة والدفء الأسري لهما دور كبير في خلق شخصية سويّة بعيداً عن الإضطرابات النفسية وتعقيداتها، وهذا ما أراد الكاتب توصيله، تاركًا الأمر لذكاء القارئ عند قراءة الرواية.
فنحن أمام شخصية تعاني من الكبت، وسوء الأخلاق، والتفكّك الأسري، الأمر الّذي جعله يغلق كل أبواب التوبة والفرص، فاستمر (أمجد) سابحاً في بحر التيه، رافضًا فكرة التغيير، بل كان التغيير في كل مرة يقوده إلى مزيدٍ من تلوّن الجريمة التي يرتكبها؛ وهنا يكمن الصراع النفسي والاضطراب في شخصية (أمجد)، حين يجد فرص التوبة يبتعد عنها لأنّه مسجون في خوفه من جريمته الأولى التي قادته إلى رحلة التيه ومزيدًا من الجرائم، والسقوط.
هذا التيه ربما يُشكّل دلالة على قوة تأنيب الضمير؛ ف(أمجد) رغم ما فعله، كان ضميره حيّاً في حواره مع نفسه وشيطانه، ومن الملاحظ أنّ الرواية بأكملها تُروى على لسان البطل مما جعل القارئ يشعر بمعاناته مع نفسه وصراعه مع ضميره، فكانت النتيجة هزيمته حتي صار حبيساً داخل صراعة النفسي. فشخصية (أمجد) منذ البداية شخصية عنيدة ومضطربة تظهر في إغتصابه ل(وفاء) وقتلها، ورفضه للدراسة حين وصفها بأنّها بلا جدوى، ساخراً من الأمتحان وطريقة الإستذكار، ومرورًا ببيع ضميره على سوق السيارات.
لا ننسي الواقع الإجتماعي للأنثى في هذه الرواية التي صورّت حالة الأنثى في المجتمع وعجزها وخوفها من الزواج واحتمالات الطلاق وتكبيلها بقوانين تجعلها مسلوبة الإرادة وتحرمها من التمتّع باستقلالها الفكري والمادي، يظهر ذلك جليّاً في حالة أخته (أحلام) التي تضيع احلامها كلها بمجرد تفكير زوجها (مدثّر) في الطلاق وحالة الرعب من الطلاق ومن المجتمع ونظرته لها، كل هذا لأنّها مقيّدة لا تملك إرادتها، وبالمقابل كانت هزيمة الأنثى في حالة (إنتصار) المهزومة والسجينة داخل حب قديم اختصرها الكاتب في عبارات على لسان أنثى تمثّل حالتها في المجتمع السوداني:
“أنا أنثى يا (أمجد)، يطالبني المجتمع أن أكون خادمة في البيت، وأن أكون مثقّفة، ومتعلّمة وعلى درجة من الوعي، وأن أكون شريفة وسمعتي جيّدة، وأن لا أقع في الحب؛ لأنّه إثم وأتزوّج بلا علاقة حب وأن أستمرّ في زواجي؛ لأنّ الطلاق كارثة، كل هذه المطالب لابدّ أن تتحقّق في سن معينة، كيف ذلك؟!”
(متاهة الافعي) جسّد فيها المعز عبد المتعال لواقع في المجتمع لم يكن (أمجد) فقط ضحيّته، حتى أخته (أحلام) حين تعيش مع رجل يُفضّل البقاء معها فقط من أجل إبنه دون إعتبار لمشاعرها، ممّا عمّق إشارات الهزيمة العاطفية، والإستسلام لواقع لا تمُلك فيه حق الرفض، أمّا (إنتصار) المهزومة التي يُطالبها اخيها (أمجد)، بفحص عذريتها، كأنّ قيمة الأنثى تكمن في عذرية يُمكن أن تُفقد دون خطيئة حتى يطالبها أقرب الناس إليها للخضوع لفحص لمجرد أنّها مارست حقّها العاطفي وأحبّت رجلاً كانت تتمنّاه زوجًا لها، ومن يطالبها بذلك؟ (أمجد) الذي إغتصب، وقتل فتاة دون ذنب، مما يعكس إنفصام شخصية الرجل الشرقي!
عكست الرواية شخصية أنثى مثل (ياسمين) كانت تحلم بحياة كريمة مع أفعى يبث سمومه فيها كل ليلة بإسم الحب فكانت النتيجة تركها لمصير مجهول مع جنين في أحشائها.
أمّا (أنجيلينا) السيّدة التي ركلتها الحروب من جنوب السودان إلى واقع الشمال، دفعها لبيع الخمور، لكنّها تتميّز باعتزاز وكرامة، تبيع الخمر لتحافظ على كرامتها، وهذا ما صورّه الكاتب في حوارها مع البطل:
“كانت كريمة في كل شئ إلا جسدها، قلت لها ذات نهارٍ قائظ الشهوات:
– تبيعين الخمر وتحرّمين الجنس، فما جدوى الخمر؟.
قالت باعتزاز:
أبيع الخمر كي أعيش بكرامة والكرامة هي حفظ الجسد وعدم بيعه.
قلت لها، وأنا أُمعن النظر لفخذها الأبنوسي رافضًا المبدأ:
– لن تبيعيه، ستمنحيه لي؛ فأنا أيضًا أكره البيع، ولا طاقة لي على الشراء.
قالت وهي تضحك:
– بالأمس لم تدفع ثمن الخمر، واليوم تطالبني بجسدي.
– ما ديانتك؟
– ديانتي هي كرامتي.
– ماذا تعبدين؟
– الأبقار.
– ما رأيك بثور هائج مثلي؟.
ضحكت كثيرًا، وقالت:
– لا رغبة لي بثورٍ أو خروف، أنا إنسانة يا (أمجد)، إنسانة، ولست بقرة، أحتاج صديقًا مثلك، صديقًا يؤمن بي كإنسانة، لا كبقرة تحتاج لثور.
كانت “أنجلينا” جريئة، مثقّفة، ومتعلّمة، لكنها حزينة، حزنها مُبهم، حزن به عتاب على الحياة، ورغبة غامضة في الإنتصار، وكنت أنا محض ثور هائج، تشابه عليه البقر.”
جسّدت المتاهة إنهزام الأنثى في هذه الرواية، بدًأ من (وفاء)، وإنتهاءً ب(ياسمين)، في كل مشهد كان البطل يؤذي كل من يحبه، ففقدوا جميعًا الإحساس بالأمان.
تمتاز الرواية بمتعة القراءة والتأمّل في الجُمل، والعبارات التي بداخلها، وتشبيه الكاتب لتأنيب الضمير والتخبّط بمتاهة الأفعى، فقد وُفق في إختيار العنوان، وربط الأحداث في تصوير وتجسيد الصراع النفسي للبطل (أمجد)، ومعاقبة ضميره الإنساني بعيدًا عن القضاء.
ترك لنا الكاتب نهاية مفتوحة، لإعطاء الفرصة للقارئ لإطلاق العنان لخياله، وتخيّل النهاية، فالنهايات المفتوحة مثلما تُسعد القُرّاء، فهي أيضًا تُزعج بعض القُرّاء، لأنّهم يريدون النهايات التي تُختم بمحض إرادة الكاتب، إلا أنّ النهايات المفتوحة، تتمتّع بالتشويق والإثارة، وإشعال جذوة الخيال.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

________

كَرّوة الدُهْقّان… مدثر الأزرق 

 
توطئة
(ثم يسوق الله الى وِطائنا
ارواحاً تغوص داخل لجة النفوس
ووجوهاً تأبى ان تخبو
وذكرى قريبة
يُرى من بين نواحيها
فيض المحبة والشوق)
____________

قصةٌ من
جحيمِ
النوى

حيثما
قد سَري
في الفناءِ
صَدى

حِكوة للمدى
أزدري بوًحُها
ثم أسردها

للحصاةِ
وصُم
الجنادل

لسِربِ القطا
والعنادل

أرمضت
في الثنايا

أوجف الخفقُ
حتى علا الروح
تِرهاف
ذاهل

ثم أستبد
الخصام

بالثقالِ
من الرزءِ

قسمةٌ
من نزيفِ
الكُروب

وعلى ذات
درب
الوصّالُ
العَصّي

رنا جحفل
فيه ملء
العُصارات
سطل
وجدول

غيهبٌ
من صريرِ
الريّاحِ

وموتُ الضمير
وموئل

حينها هاجت
الفتكةُ
البِكر

من جَفاء
الصدورِ

وإرتفاعُ
الستور

والبلايا مرقومةٌ
تناديك
أن قم إليها

ثم إصطفي
للمُعاناةِ
نور

وللقادماتِ
فيوض
المعاني

من رزّيمِ
النواحِ

ما بين طلعة
شمسها
والصباح

غيبة بدرها
والسماح

أوبة نجمها
والرواح

صفيقُ الأينقْ
النُجب
وقعقعة
الجِراح

لكنها قد
خاصمتني

أسمعتني
عند
سر الليل

نزّيرُ الشؤم

أذكّار
الضراعات
وتسبيحُ
اليراعات

نعيق البُوم
في صيرورة
البِرك
الوحيلة

همست آثارها
في الحلكة
الأولي

خفيض الضوء
في غسق
العشيات

أسلمت سِري
لترديد
الحكايات

وثرثرة
النواصٍّي

أفحمتني
ببشاعات
الأواصِر

أسخنت
مني
الخواصر

مسني منها
عظيمَ
الذنبِ

فأضعت الدرب
في غَي
الفيافي

ألعقتني
من بوراقها
السيوف

حتف أنفي

فاصلتني
بالتحيات

وكانت
قيد كفي

جعلت وِثاقِ
الشوق
مزلاجاً

وأحكمت
الوصاد

بلغت مراقي
العسّف
حين مَحضتُها
تَوْقي

فباءت
بالعناد

قامت تبايعني
على العرض
المُذل

وكَروةَ
الدُهقان

حين دخول
فاصلة
السداد

مهدورَ ظني
والفؤاد

يمج روح
الورد

يسترق
الفسيلات
الزهيرة

في الظهيرة
أرتدي ظِلي
وثوبي

مِئزري
الفضفاض

دسّاسُ عِرقي
والبرّايا

منقوضُ عهدي
وأسايا

أيقونة
التسهيد
في الزمنِ
الكَفيّف

صراخة
الترديد
للرهق
العفيف

مُوبِقات
الشجو
والدمع
الشريف

الله لي

من بابِه العالي
رَفْيّف

الله لي

من وجُدِها
المسّفْوح
طيف

الله لي

من سِرها
المَفْضوحِ
طبلٌ
ودَفّيف

الله لي

فبنانها
المخضوب
بالأحمر القاني
رماني

بين قطبي
الرَحى

بين بسط
ومقام
وضريح

أرهف السمع
لنفخِ
الصُور

حين يدعو الله
للسيرِ
الأخير

حال
شق الأرض
فُسطاطين

عند إتساع
الفتق

والناس
قد حُشروا

زُرافاتاً
ووحداناً
ونواد

الله لي

ناظراً للصيحةِ
الأولي
ويوم
الإصطفاف

وكتابي
بيميني
والهوى غلابْ

يحكي
كيف كان
الإحتشاد

💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

 

وما ذاك ب يمينك جعفر؟

جعفر مهدي 
هو. قَلبـي وهبته لك حبا وعشقا دون مأرب اخري
فأخبريني..حبيبتى
كيف أرتكب
خطيئة الزفير
وانتي ملؤه
فما أجملك ..
وأنت تقيمين في حجراته المهجوره منذ ولادتي
وترممين نبضاتي
و تجولين في دمي وتنتقلين من
الشريان إلى الوريد
ما أجملك
حين تعانقين حلمي ..
وتهمسين في أذن قلبي بالغزل
ويهتز ويضج لك نبض الوتين
لـ تبقي نكهة الأحاديث معك
مختلفة تماماً
وكأنما تتحدث بحروف
ليست هي التي يحكي الجميع بها
ولأنني أراكِ شمسًا..
تأبى المغيب،
ولأنني أحسبك قمرًا..
يرفض الأفول،
ولأنني أنظر إليك امرأةً،
لا تقبل التماثل،
فقد جُن العشق،
من عشقي إياك،
وفلت عقال الحب،
من شدة شوقي إليك،
فيا أيتها الإنسية الملائكية،
كوني بقلبي رؤوفة،
فروحي بكِ شغوفة.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

الرجل الخراب.. بركة ساكن

يريد أن يُحس بتأنيب الضمير على قبوله بالأمر الواقع:أن تفعل ابنته الحرام ويزني بها رجل غريب؛ أمام عينيه؛ بل بمباركته هو شخصيا في الغرفة المجاروة لغرفته، وعليه أن يبتسم! أليس ذلك ما يُسمي في الدين الإسلامي (الديوث) وفي شارع بلاد ابيه يُعرف ب (المعرص) (وابن الكلب) في موطن أمه؟!
سِمع صوت وقع قدمي زوجته وهي تتجول في غرفة المعيشة ثم جاءت داخلة وفي فمها إبتسامة شاسعة مارأيك في توني))؟ أعطاها ظهره مخفبا وجهه عنها؛ حتى لاترى دموعه الغزيرة…

💙❤️💙❤️❤️❤️💙❤️❤️❤️💙❤️❤️❤️💙

الغربة عقد مقارنة بين وطن سئ تحبينه وبين مهجر جيد تريدينه في وطنك، فلا المهجر سياتي إلى الوطن ولا الوطن سيكون على مستوي المهجر؛ فالمقارنة تعني خيارين فاي ما اخترت فقد فقدت الأخر؛ ما ان يكون هناك احساس بالفقد يعني أنك خسرت السعادة..
بعض هذا القرنفل

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

 

إنطلاقة أولى فعاليات منتدي حرف الشهري تحت عنوان (المخدرات الواقع والحلول) يوم السبت الثامن والعشرين من يناير بمنزل الدكتور عادل شريف احمد بحضور لفيف من الإعلاميين والمهتمين بالشان الثقافي ورجال وسيدات المجتمع الخرطومي وقدمت الندوة الإعلامية. وفاء معروف  وافتتح الندوة الدكتور اسامة عبد العظيم أستاذ علم النفس بجامعة قاردن سيتي حيث قدم ورقة عن المخدرات والآيس وقدم شرحا وافيا مستعرضا كيفية تصنيعها وترويجها و اضرارها و تأثيرها؛ كما شرح كيفية الوقاية والعلاج من هذا المخدر اللعين واعقبه متحدثا بروفيسور نادر الزين عباس عمارة عن الآيس والمخدرات المخلقة وطرق علاج الإدمان. 
وتحدث أيضا سعادة اللواء شرطة م عثمان ابو سن شارحا كيفية ضبط ومكافحة الاتجار بالمخدرات
قام بإعداد المادة وعرضها على البروجكتر الدكتورة هبة الله فيصل رافق ذلك كثير من المداخلات والتساؤلات من صحفيين واعلاميين ومهتمين ..
ويواصل المنتدي  فعالياته  بمنزل الدكتور عادل شريف

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

 

تسليم مكتبة الشهيد محجوب لأسرة نادي الرفاق 

المبادرة الوطنية لمكتبات شهداء الثورة السودانية المكتبة رقم 28 مكتبة الشهيد محجوب التاج تم تسليم مكتبة الشهيد محجوب التاج لأسرة نادي الرفاق الرياضي الإجتماعي الثقافي بمدينة النهود.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

أمــانـي هــانـم 

شاركها على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.